Ceramah tentang Ismacil Sabri
محاضرات عن إسماعيل صبري
Genre-genre
هذا المزاج الوادع المتواضع الذي يود أن لو اصطدم مذنب هالي بالأرض فأبادها وأباد من فيها، حتى تستوي الأنوف فلا ينظر قوم قوما على الأرض شذرا، وحتى يصبح الصراع عناقا في الهيولى، ويصبح العبد حرا.
وهكذا تكتمل أمامنا الحلقة التي توضح أصالة صبري في صدوره عن مزاجه الخاص وطبيعة نفسه فيما أبدى من رأي، أو ساق من خالجة وجدان، وفيما عالج من فن تقليدي أو نظم من قصيدة موضوعية؛ ففي كل هذا الشعر الذي قاله بعد أن نضجت شاعريته، وتخلص من الشعر التقليدي والدروب المطروقة التي ساقته إليها روح العصر في صدر شبابه، نجد شاعرا يصدق عليه ما يقال من أن «أسلوب الرجل هو الرجل نفسه»، وأسلوب صبري في الحياة هو أسلوبه في الفن: مزاج رقيق، وحساسية مرهفة، ووداعة في الطبع، ولين في العريكة. وكل هذه الصفات هي التي تحدد أصالته.
وبالرغم من هذا المزاج الخاص - بما فيه من يسر ووداعة - فإن صبري لم يهمل قضايا وطنه، ولا واجهها ببرود، بل نراه يعنى بهذه القضايا، ويتحدث عنها على النحو الذي يتفق ومزاجه في غير مبالغة ولا طنطنة لفظية، أو استهواء للجماهير. ولعلنا نلمح هذه الروح أوضح ما تكون في تلك القصيدة التي نشرها في سنة 1909 على لسان فرعون، وفيها يستحث الأمة المصرية على طلب المجد ، ويذكرها بماضيها فيقول:
لا القوم قومي ولا الأعوان أعواني
إذا ونى يوم تحصيل العلا واني
ولست - إن لم تؤيدني فراعنة
منكم - بفرعون عالي العرش والشان
ولست جبار ذا الوادي إذا سلمت
جباله تلك من غارات أعوان
لا تقربوا النيل إن لم تعملوا عملا
Halaman tidak diketahui