Ceramah tentang Ismacil Sabri
محاضرات عن إسماعيل صبري
Genre-genre
وعلى أية حال، وسواء أكانت قصيدة لواء الحسن، وهذه القصيدة الأخيرة وأمثالهما مما قد نجده في ديوان صبري قد قيلت في الآنسة مي، أو في فتاة أو سيدة مهذبة شريفة مثلها، فإننا في كلتا الحالتين نستطيع أن نجزم بأن هذه القصائد لم يقلها إسماعيل صبري متأثرا بالأدب الفرنسي، بل قالها صادرا عن تجربة واقعية ومزاج خاص؛ وذلك لأننا لا نعرف في الأدب الفرنسي غزلا يشبه في روحه هذه المقطوعات، وإنما نعرف في الأدب الفرنسي أحد اتجاهين: إما الاتجاه الرومانسي، وهو الاتجاه العاطفي الحار المنفعل الثائر أحيانا كما هو الحال عند ألفريد دي موسيه، والرقيق المتأمل، بل والباكي أحيانا كما هو الحال عند لامارتين، الذي يختلط عنده حب الحبيبة بحب الطبيعة - كما قلنا - بل وبحب الله أحيانا، والتأمل فيه. ثم الاتجاه البودليري الذي يمكن أن يسمى بالأدب المكشوف، وهو لا يشبه مقطوعات صبري العفيفة في شيء. وإذا لم يكن بد من التماس شبيه لهذا الاتجاه البودليري في الأدب العربي، فقد نجده عند الشاعر عمر بن أبي ربيعة، ثم بنوع خاص عند بعض الجاهليين؛ مثل امرئ القيس، الذي لم يكن يتورع عما يزعمه من أنه كان يلهي عشيقته عن مرضعها «ذي التمائم المحول»؛ حيث يقول:
إذا ما بكى من خلفها التفتت له
بشق وتحتي شقها لم يحول
كما قد نجده عند الشاعر المعاصر إلياس أبي شبكة.
ومع ذلك، فإن من الظلم أن نعمم الحكم على إسماعيل صبري فنتهمه بأنه لم يتحدث عن لواعج الحب وحرقته وما تثيره نكباته من أسى في النفوس، وهو القائل ص117:
يا آسي الحي هل فتشت في كبدي
وهل تبينت داء في زواياها؟
أواه من حرق أودت بأكثرها
ولم تزل تتمشى في بقاياها
يا شوق رفقا بأضلاع عصفت بها
Halaman tidak diketahui