123

Islamic Fatwas

فتاوى إسلامية

Penerbit

دار الوطن للنشر

Lokasi Penerbit

الرياض

Genre-genre

خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد ﷺ وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة ". رواه مسلم في صحيحه وأخرجه النسائي بإسناد جيد وزاد " وكل ضلالة في النار ". ويغني عن الاحتفال بمولده ﷺ تدريس الأخبار المتعلقة بالمولد ضمن الدروس التي تتعلق بسيرته ﵊ وتاريخ حياته في الجاهلية والإسلام في المدارس والمساجد وغير ذلك، من غير حاجة إلى إحداث احتفال لم يشرعه الله ولا رسوله ﷺ ولم يقم عليه دليل شرعي.. والله المستعان ونسأل الله لجميع المسلمين الهداية والتوفيق للاكتفاء بالسنة والحذر من البدعة.
الشيخ ابن باز
* * *
هل النبي ﷺ حي في قبره؟
س في حياة النبي ﷺ، أكان النبي ﷺ حيا في قبره الشريف بإعادة الروح في الجسد والبدن بحياة دنيوية حسية. أو حيا في أعلى عليين بحياة أخروية برزخية بلا تكليف، كما قال النبي ﷺ حين حضره الموت اللهم بالرفيق الأعلى، وجسده المنور الآن كما وضع في قبره بلا روح والروح في أعلى عليين؟ واتصال الروح بالبدن والجسد المنتظر عند يوم القيامة، كما قال تعالى ﴿وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾ .
ج إن نبينا محمدًا ﷺ حي في قبره حياة برزخية يحصل له بها التنعم في قبره بما أعده الله له من النعيم جزاء وِفاقًا له بما كسب في دنياه، ولم تعد إليه روحه ليصير حيا كما كان في دنياه ولم تتصل به وهو في قبره اتصالا يجعله حيا كحياته يوم القيامة، بل هي حياة برزخية وسط بين حياته في الدنيا وحياته في الآخرة، وبذلك يُعلم أنه قد مات، كما مات غيره ممن سبقه من الأنبياء وغيرهم، قال الله تعالى ﴿وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ﴾ . وقال ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ. وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾ . وقال ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾ . إلى أمثال ذلك من الآيات الدالة على أن الله قد توفاه؛ ولأن الصحابة ﵃ قد غسلوه وصلوا عليه ودفنوه، ولو كان حيا حياتَه الدنيوية ما فعلوا به ما يُفعل بغيره من الأموات. ولأن فاطمة ﵂ قد طلبت إرثها من أبيها ﷺ لاعتقادها بموته، ولم يخالفها في ذلك الاعتقاد أحد من الصحابة ﵃، وقد أجابها أبو بكر ﵁ بأن الأنبياء لا يورّثون

1 / 132