Islamic Call During the Meccan Era: Its Methods and Aims

Raouf Shalaby d. 1415 AH
73

Islamic Call During the Meccan Era: Its Methods and Aims

الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها

Penerbit

دار القلم

Nombor Edisi

الثالثة

Genre-genre

ويستمر سيدنا إبراهيم في تهكمه وهو ممتلئ بالغيظ: ما لكم لا تنطقون؟ ولم تجبه الآلهة الكاذبة فراغ عليهم ضربا وتكسيرا يشفي نفسه من السقم والهم والضيق١، لقد جعلهم سيدنا إبراهيم جذاذا إلا كبيرا لهم كما تتلوا علينا آيات سورة الأنبياء. لقد تحولت الآلهة المعبودة في يوم العيد إلى قطع صغيرة من الحجارة والخشب وتحول المعبد المقدس إلى مخزن لأكوام من الحجارة والأخشاب المهشمة. وترك سيدنا إبراهيم الصنم الأكبر دون تكسير لعلهم إليه يرجعون. يرجعون إلى الإله الأكبر يسألونه أحد سؤالين أو هما معا: ١- هل أنت الذي ثرت على الآلهة الصغيرة؟ ٢- فإن لم تكن أنت فلماذا وأنت الإله الأكبر لم تتحرك لتدافع عن قداسة الآلهة؟ إنك أيها الأكبر مذنب في كلتا الحالتين. ومجرد الرجوع إلى الصنم الأكبر تبطل فكرة ألوهيتهم؛ لأن العابد يحاكم المعبود والأدنى يحاكم الأعلى وإذن فقد فسدت قضية التقديس المزعومة للأصنام. ﴿فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ﴾ . لعلهم يراجعون القضية من أساسها بعد أن تهشمت الأصنام فيعودون إلى صوابهم ورشدهم ويدركون سخف وتهافت وتفاهة عبادتهم للأصنام٢.

١ راجع الآلوسي ج١٧، ص٥٧، ٥٨. ٢ في ظلال القرآن ج٢٣، ص٥٩، ٦٠.

1 / 65