Islam dan Tamadun Manusia

Abbas Mahmud Al-Aqqad d. 1383 AH
69

Islam dan Tamadun Manusia

الإسلام والحضارة الإنسانية

Genre-genre

التي كانت تقنع مورجان صاحب الملايين بنبوءاتها عن تقلبات السوق، ولا يبالون من أجل ذلك أن يجازفوا بأموالهم معتمدين على أرصاد المنجمين والمنجمات.

وقد أرادت المجلة أن تلتزم جانب الحيدة العلمية في رواية تلك الأخبار، فنقلتها على علاتها ولم تظهر للقارئ أنها تستخف بها ولا تصدقها وتطمئن إليها، ولكنها نقلت كذلك أخبارا أخرى عن بعض المنجمين بمثل هذه الأمانة في الحكاية، وفيها ما فيها من التشكيك على الأقل بفريق من المحترفين لصناعة التنجيم.

قالت: إن ثلاثة من سبعة من كبار المنجمين المشهورين رسموا خريطة السيارات الشمسية فوضعوا الأسفل منها في موضع الأعلى، ولا تدري المجلة - كما تقول - أعن جهل كان ذلك أم إهمال؟

وقالت عن عالم برازيلي أنه ضجر من إلحاح بعض الناشرين عليه ليرسم له خريطة سماوية ومقرونة بالطوالع، فتخلص منه بإحالته إلى سكرتيرة ليقنعه أو يريحه من إلحاحه، فاخترع له السكرتير خريطة من عنده نقلها من بعض المهملات المهجورة، ولا تزال هذه الخريطة المخترعة تباع وتستشار في مهام الأمور.

ويتساءل كاتب البحث عن التنجيم: ترى ماذا يصنع المنجمون في أمر التوائم الذين يتشابهون بأسماء الأمهات والآباء وساعات الميلاد وأماكن الولادة، ولا يمكن أن يتفقا في حوادث الحياة؟

ويعجب الكاتب: لماذا يذكر الناس قليلا من الأخبار التي تصح ببعض التأويل بل لا تصح إلا مع التعسف في التأويل، ثم هم لا يذكرون عشرات الأخبار التي كذبت كل الكذب، ومنها أخبار المنجمين في القرون الوسطى عن نهاية الدنيا وهي قائمة بعد تلك النبوءات لا تزال؟

إلا أن المجلة في الواقع قد بالغت في احترام تلك الخرافات وفي مناقشتها كما يناقش الجد الذي تخفى أباطيله أو تحتاج إلى بحث يكثر فيه القال والقيل.

إن الأساس الذي يقوم عليه التنجيم قد تهدم، ولم يبق للمطلع على أبسط بسائط الفلك ذرة من الشك في بطلانه.

فهم يبنون علوم التنجيم على السيارات السبع، ويعدونها فيخطئون؛ لأنهم يحسبون القمر من السيارات وليس هو منها، ولا يحسبون الكرة الأرضية وهي في وسطها.

وكان المنجمون الأقدمون يجهلون ثلاثا من السيارات؛ لأنها لم تكشف قبل اختراع المنظار المقرب أو التلسكوب، وهي أرانوس الذي كشفه وليام هرشل سنة 1871، ونبتون الذي كشف في منتصف القرن الماضي، وبلوطس الذي كان معروفا بالظن، ولم يعرف على وجه التحقيق قبل سنة 1930. وأدل من ذلك على جهل المنجمين الأقدمين أنهم يذكرون بروج الفلك ويذكرون سلطان كل برج منها كأنه ثابت في مكانه، لأن معلوماتهم عن دائرة البروج ترجع إلى ما قبل الميلاد بمائة وخمسين سنة، ولأن الفلكيين قبل ذلك التاريخ كانوا يحسبون أن مدار الأرض فيها ثابت على اتجاه واحد، ولكن الفلكي هيباركس

Halaman tidak diketahui