Islam dan Peradaban Arab
الإسلام والحضارة العربية
Genre-genre
29
معينة.» وقد رد لبون على الاقتصادي «لوروا
30
بوليو» يوم زعم هذا أن نظام تعدد الزوجات عند المسلمين كان من موجبات جمودهم، فقال: «إن تعدد الزوجات المشروع عند الشرقيين أحسن من تعدد الزوجات الريائي عند الأوروبيين، وما يتبعه من مواكب أولاد غير شرعيين.» وقال: «إن النساء المسلمات قد أخرجن في الدهر الغابر من المشهورات العالمات بقدر ما تخرج مدارس الإناث في الغرب اليوم.»
وما كان تعدد الزوجات في الإسلام من موجبات انحطاط أهله على ما صوره الشعوبيون، بل دعا لأول أمره إلى تكثير سواد المسلمين يوم كانوا في حاجة إليه، وكان الرجال أقل من النساء بتواتر الحروب والفتوح، وبه حفظ كيان المسلمين ، ولولاه لدثرت عدة بيوت لقلة النسل فيها، فلما رقي الزمن وكثرت مطالبه خف تعدد الزوجات بطبيعة الحال، وما كان الإسلام مبتدعا في هذا التعدد، فإن ذلك كان من المألوف عند الأمم، حتى إن موسى وداود أكثرا من الأزواج، قال لبون: «إن شيعة المورمون الأميركية القائلة بتعدد الزوجات لم يمنعها اعتقادها هذا من الارتقاء، ومن منتحليها من يتزوج عشر نساء، وقد كان البرتستانت هناك حاربوها إبان ظهورها حرب إبادة وتدمير، فهرب من دانوا بالمورمونية إلى ولايات أخرى، ونشأت لهم في خمسين سنة مدنية زاهرة، وأسسوا بكدهم في أرض كانت قفراء ممحلة ما يغبطون عليه من الصناعات الراقية، والزراعات المتقنة، والمعامل والمصانع، والمدن الزاهرة.» ولقد سئلت إحدى نساء المورمون عن رأيها في تعدد الزوجات، فقالت: «أفضل أن أكون المرأة العاشرة لرجل سام بمداركه على أن أكون الزوجة الوحيدة لرجل متوسط.»
وقال لبون
31
أيضا: «ما جاءت العرب في تعدد الزوجات بأمر بدع؛ فقد كان هذا الزواج شائعا قبل الإسلام عند العرب واليهود وغيرهم من أمم الشرق، دعت إليه ضرورة الحياة عندهم، وضرورة الهواء والعنصر، وأمور أخرى في حياة الشرقيين، فإن تركيب جسم المرأة، وضرورة الولادة والأمراض وغيرها تضطرها أحيانا أن تبتعد عن زوجها، وأصبح من المتعذر تحت سماء الشرق وفي هواء مثل هوائه، ولمزاج المشارقة الخاص، الصبر على هذا البعاد، فغدا زواج اثنتين ضربة لازب،
32
وفي الغرب يتطلب المناخ من أهله أقل من ذلك. والزواج من واحدة مذكور في قوانين الغرب فقط، وقل أن كان محتفظا به في الأخلاق، ولماذا كان الضر الشرعي عند الشرقيين دون الزواج بواحدة عند الأوروبيين، على ما فيه عند هؤلاء من النفاق والرياء؟ ونحن نعرف مكانة الزوجين وأهواءهما، ثم إن الشرقيين يرون الاستكثار من النسل ويحبون عيش الأسرة والبيوت، وما عرف عنهم من الشعور بالعدل لا يسمح لهم أن يتخلوا عن المرأة الشرعية التي لم ترقهم، كما هو الشأن في الغرب؛ ولذلك وافقت الشريعة على ما كان راسخا من هذا القبيل في الأخلاق، ولا يبعد أن تقر قوانين أوروبا الضر ذات يوم كما هو في الشرق لسرايته إلى الأخلاق. ثم إن من البيوت القائمة على الزرع والضرع في الشرق ما يضطر صاحبها إلى التزوج من ثنتين، وقد يكون ذلك بإلحاح من الزوجة الأولى لضعفها وحدها عن تعهد شئون البيت والزراعة، يضاف إلى هذا غرام الشرقيين بالإكثار من النسل، وعدهم من الشقاء أن لا يولد لهم أولاد، ومنهم من يتزوج لهذا الغرض.
Halaman tidak diketahui