Islam dan Peradaban Arab

Muhammad Kurd Ali d. 1372 AH
142

Islam dan Peradaban Arab

الإسلام والحضارة العربية

Genre-genre

حتى قل من أهل شلب من لا يقول شعرا ولا يعاني أدبا رائعا، ولو مررت بالفلاح خلف فدانه وسألته عن الشعر قرض من ساعته ما اقترحت عليه، وأي معنى طلبته منه.

وللأندلسيين فضل السبق في اختراع الموشحات التي تهيج النفوس الخاملة، وتتشربها القلوب لسلاستها، كأن سماء الأندلس أوحت إلى قرائحهم ما لم توحه سماء الشرق. وتجارى غواة القريض في نظم هذه الموشحات وترديدها

3

إلى الغاية، واستظرفها الناس جملة، لسهولة تناولها وقرب طريقتها، وقد كثرت اختراعاتهم في المعاني، وألبسوا الشعر ديباجة مستملحة كسرت قليلا من قيوده، وألبسته حلة مدنية كالحلل العراقية والشامية أيام رواج الشعر في بعض أدوارهما الراقية.

من جملة ما حمله العرب إلى الغرب روحهم الشعري فأولع به من حذقوا اللغة العربية، ولم يكن الشعر قد ارتقى في بعض أمم الغرب، وكانت بعض الأمم إلى عهد قيام العرب لا تعرف لها شاعرا يرفع رأسها بشعره، اللهم إلا بعض آغان أشبه بشعر العامة منه بشعر الخاصة، فكان من اختلاط العرب بالإفرنج في الأندلس وصقلية وجزائر الباليار ما لقن تلك الأمم ولا سيما الأمم اللاتينية معنى الشعر، فنقلوا عن العرب ما أولعت به نفوسهم ولاءم طباعهم، وعالج العرب ما خلا الشعر جميع ضروب الأدب

4

كالملاحم والحب والفروسية، وأحرزت الوقائع العجيبة التي كانت تتخلل قصصهم موقعا عظيما في النفوس، فكانوا، وهم الفنانون المنقطع نظراؤهم، يزينون كل ما يمسونه بتصوراتهم الباهرة. واخترعوا في إسبانيا

5

قصص الفروسية، ومن عادة العرب أن يجتمعوا كل مساء تحت خيامهم، يستمعون إلى من يدهشهم بقصصه، وكانت هذه القصص في غرناطة يتبعها رقص وغناء.

كانت القصائد التاريخية والمواليا الإسبانية محتذاة أو مترجمة عن العربية تذكر فيها أعياد الأيام، وألعاب الخاتم، وصراع الثيران، ورقص الفرسان، ولم يبتكر الإسبانيون شيئا في هذا المعنى قبل القرن الخامس عشر، وهذا الظرف هو الذي جعل لعرب إسبانيا شهرة في كل أوروبا. وقد قال فرنسيسكو فيلاسباسا شاعر الإسبان لهذا العهد: لم يصب شعب

Halaman tidak diketahui