Islam dan Peradaban Arab
الإسلام والحضارة العربية
Genre-genre
في عير لقريش عظيمة، فيها أموالهم وتجارة من تجاراتهم، وأبلى ذلك اليوم بلاء حسنا ليحفظ أموال المكيين، وكان لأمية من هذه الأموال أربعة أخماس، وقدرت الأموال كلها بخمسين ألف دينار.
وكان عثمان بن مظعون من أغنى قريش، دخلت امرأته على نساء النبي فرأينها سيئة الهيئة فقلن لها : ما لك؟ فما في قريش أغنى من بعلك، قالت: ما لنا منه شيء أما ليله فقائم، وأما نهاره فصائم، فدخل النبي
4
فذكرن ذلك فلقيه، فقال: يا عثمان بن مظعون أما لك بي أسوة؟ فقال: يا بأبي وأمي، وما ذاك؟ قال: تصوم النهار وتقوم الليل، قال: إني لأفعل، قال: لا تفعل، إن لعينيك عليك حقا، وإن لجسدك حقا، وإن لأهلك حقا، فصل ونم وصم وأفطر، قال: فأتتهن بعد ذلك عطرة كأنها عروس، فقلن لها: مه، قالت: أصابنا ما أصاب الناس. «واتسعت الدنيا على الصحابة
5
حتى كان الفرس يشترى بمائة ألف، وحتى كان البستان يباع بالمدينة بأربعمائة ألف، وكانت المدينة عامرة كثيرة الخيرات والأموال والناس، يجبى إليها خراج الممالك، وهي دار الإمارة، وقبة الملك، فبطر الناس بكثرة الأموال والخيل والنعم.» وكان حكيم بن حزام باع دارا له من معاوية بستين ألف دينار، فقيل له: غبنك معاوية، فقال: والله ما أخذتها في الجاهلية إلا بزق خمر، أشهدكم أنها في سبيل الله، انظروا أينا المغبون. وقيل: إن الزبير قال له: بعت مكرمة قريش، فقال حكيم: ذهبت المكارم إلا التقوى، وتصدق بها، وحكيم بن حزام ابن أخي خديجة بنت خويلد وابن عم الزبير بن العوام من أشراف قريش ووجوهها في الجاهلية والإسلام، وقد حج حكيم ومعه مائة بدنة
6
قد جللها بالحبرة ووقف بمائة وصيف بعرفة في أعناقهم الفضة منقوش فيها «عتقاء الله عن حكيم بن حزام»، وأهدى ألف شاة، وكان جوادا تاجرا يخرج إلى اليمن، ويأتي الشام في الرحلتين رحلة الشتاء والصيف، وربح أرباحا كثيرة.
ولما أراد عمر أن يفرض العطاء شاور المهاجرين والأنصار فأشاروا عليه به، ثم شاور مسلمة الفتح فأشاروا عليه بفرض العطاء إلا حكيما فإنه قال له: يا أمير المؤمنين إن قريشا أهل تجارة ومتى فرضت لهم عطاء تركوا تجارتهم فيأتى بعدك من يحبس عنهم العطاء فتكون التجارة قد خرجت من أيديهم. وكان رأي حكيم، رأي حكيم؛ لأن معنى إطلاق العطاء تعويد الفئة الراقية من العرب الكسل، بعد أن كانوا أهل جد وعمل، فأصاب جزيرة العرب ولا سيما الحجاز ما أصاب إسبانيا في العصر الذي فتحت فيه أميركا الجنوبية، أيام كانت ترسل من البلاد الجديدة إلى إسبانيا ألوف من سبائك الذهب والمعادن الغريبة، حتى كثرت فيها الأموال، وفشت للناس ثروة ورفاهية، فمالوا إلى الدعة والترف، وآضت البلاد بعد مدة غير طويلة أفقر الممالك الغربية، وهكذا كان من أمر هذا العطاء وسع على المهاجرين والأنصار ومسلمة الفتح بعض الشيء أعواما قليلة، فكثر بهم سواد من يعيش من خزانة الأمة، بكثرة ما انهال على الحجاز من أموال الأنفال والغنائم والخراج والعشور والصدقات والجزى، ولما تمت الفتوح كانت التجارة خرجت من أيدي قريش، وعادت الحجاز إلى فاقتها الطبيعية.
كان سعد بن أبي وقاص أكثر أهل المدينة مالا، وأرسل إلى مروان بن الحكم بزكاة عين ماله خمسة آلاف درهم، وترك يوم مات مائتي ألف وخمسين ألف درهم، وكانت عبيد الله بن العباس ذا مال وهو جواد سخي، وكان العباس بن عبد المطلب أكثر بني هاشم مالا في الجاهلية. وكان أكثر الأسارى
Halaman tidak diketahui