Islam di Abad Kedua Puluh: Waktu Kini dan Masa Depannya
الإسلام في القرن العشرين: حاضره ومستقبله
Genre-genre
ولنرجع إلى ألف سنة مضت منذ ابتدأت الحروب الصليبية لنرى مصداق هذه العبر واحدة بعد واحدة.
كفى أن نرجع إلى أول هذا القرن العشرين، ولما ينصرم منه غير نصفه أو أكثر من نصفه بسنوات. فقد كانت في أوله دول يخشى منها على قارة كاملة، وكانت فيه دول تشبثت بكل بقعة من بقاع المشرق أقصاه وأدناه، وكانت فيه دول تعتزل العالم القديم، وتطلب من العالم القديم أن يعتزلها، فتغيرت المواقف، وتغيرت السياسات، وتغيرت الدول، وتغيرت العلاقات، وقاتل الناس في صفوف ثم قاتلوا في غير تلك الصفوف، ولم تتغير معالم الأرض، ولكن تغيرت الحدود، وتغيرت الدول التي تقوم بين تلك المعالم والحدود، فمهما تكن السياسة فالعقيدة أثبت منها.
ومهما تكن الدولة فالأمة هي الباقية.
ومهما يكن الخطر فالجهل في كل معترك ومع كل خصم أو منازع هو أخطر الأخطار.
وإذا بقي للإسلام إيمانه والمؤمنون به على هدى وبصيرة، فلا خطر عليه من أقوياء اليوم ولا من أقوياء الغد المجهول، وأخطر من كل خطر أن يتخلف مكان العلم والبصيرة، ويتقدم مكان الجهل والغباء.
ومثل من أمثلة الجهل والغباء أن يطول اللجاج، ويحتدم الهياج على التحريم والتحليل، ومحصول ذلك كله أهون من خطر اللجاج وخطر الشقاق والهياج.
إن الجهل الذي يغري صاحبه بتحريم البرق، واتهام العاملين في الكهرباء بمحالفة الشيطان لهو أخطر على الإسلام من كل حلال وحرام.
ولقد تطول الأقاويل في حل التماثيل وتحريمها، وفيما هو تمثال وليس بصورة، أو ما هو صورة وليس بتمثال، ولكن التماثيل والصور على اختلاف أوصافها وتعريفاتها قد وجدت بين أبناء الأديان المسيحيين واليهود والبراهمة والبوذيين، ولم نسمع قط أنهم سجدوا لتمثال بطل عظيم، أو تعبدوا لضريح نابغ مشهور، وليست عقيدة المسلم بأضعف من عقائد الأديان عن مدافعة هذه الأخطار إن خيفت منها الأخطار، فلا يمتنعن البحث في الحلال والحرام ولا في الصحيح والباطل من عقائد المعتقدين، ولكنه إذا بذل فيه من الجهد فوق حقه، وأضعاف خطره، فذلك هو الخطر الأكبر، وذلك هو الجهد العقام، واحتفاظ المسلم بإيمانه أمام هذه المحرمات أيسر جدا من احتفاظه بالإيمان أمام جاهل يكفر القائلين بدوران الأرض أو تسخير الكهرباء أو الاستماع إلى المذياع من غير ذي صوت منظور، ثم يزعم أنه يفتي بحكم الدين فيصدقه من يجهل الدين، ويكفر بالدين من يحمل عليه جريرة فتواه.
ولا خطر على المسلمين أوبل من هذا الخطر، فإذا اتقوه وعاذوا بالإيمان على علم وبصيرة فلا خطر عليهم من الدول والسياسات، ولا من ذوات اليمين ولا من ذوات اليسار.
ولا ينسين المسلمون أنهم مجموعة من الأمم في عصر المجموعات، وإن لم يكن عصر الجامعات كما عرفت قبل هذا القرن العشرين.
Halaman tidak diketahui