Islam di Abad Kedua Puluh: Waktu Kini dan Masa Depannya
الإسلام في القرن العشرين: حاضره ومستقبله
Genre-genre
كان من أسباب ذيوع الأخبار عن مهدي السودان في البلاد الآسيوية، ولا سيما الهند والصين، أنه هزم القائدين هكس وجوردون، وكان أولهما من قواد الجيش الإنجليزي الذين اشتركوا في قمع الثورة الهندية سنة 1857، وثانيهما من الضباط الدوليين الذين اشتركوا في تدريب الجيش الصيني على النظام الحديث، وقمع الثورة على حكومة بكين.
فلما قتل هكس وجوردون في حروبهما مع مهدي السودان طارت الأنباء بوقائعه إلى كل مكان، وخشيت الحكومة البريطانية عاقبة الإيمان به، ولما تهدأ عقابيل الثورة في الهند، فكان هذا على الأرجح باعثا من بواعث عطفها على الحركة القاديانية الهندية عسى أن يكون الإيمان بصاحبها ميرزا غلام أحمد صارفا للقوم عن تصديق المهدي السوداني، ومعززا للعقائد الحديثة التي كان يبثها بين أتباعه، وقوامها إسقاط فريضة الجهاد بالسيف، وإيجاب الجهاد بالإقناع والبرهان.
وقد كان مولد ميرزا غلام أحمد سنة 1839 بقرية قاديان من أسرة عريقة آلت بها الحال إلى الخمول والفاقة بعد الثروة، فتعلم في مكتب القرية، وعمل في وظيفة حكومية صغيرة، وشب وهو يسمع الأقاويل عن كرامات أبيه، ومنها أنه كان يعرف المولود من أبنائه قبل أن يولد ويسميه باسمه، وقد سمى أبناءه جميعا بأسماء النبي وألقاب الأمراء، فمنهم سلطان أحمد ومحمود وبشير أحمد وولي الله ومبارك أحمد، وبنت تسمى بعدة أسماء من أسماء نساء آل البيت.
نشأ الغلام منقبضا عن الناس جانحا إلى العزلة، ومطالعة الأسفار القديمة من كتب الشيعة والسنة وكتب الأديان الأخرى، وقد لقي في سياحته من أنبأه بموافقة أحواله وأحوال زمنه لعلامات المهدي المنتظر، وجعل من هذه العلامات: خسوف القمر وكسوف الشمس، وانتشار الوباء وخروجه من المشرق، وسبق الدعاة الكذابين لدعوته، ولم يقصر علاماته على الكتب الإسلامية؛ بل ذكر منها ما جاء في الإصحاح الحادي والأربعين من سفر أشعيا، وفي «الجاماسبي» من كتب المجوس، فلما حدث الخسوف والكسوف في شهر رمضان (سنة 1894 ميلادية) كانت هذه الآية عنده وعند أتباعه برهانا من الله على أنه هو صاحب الزمان الموعود.
وقد زعم أنه المسيح المنتظر، وألف كتابا سماه: «البراهين الأحمدية على حقيقة كتاب الله القرآن والنبوة المحمدية» وفسر ظهر المسحاء الذين يظهرون بعد الإسلام بأنهم هم الأولياء ورثة الأنبياء، وقال إنه محدث، ولم يثبت أنه ادعى النبوة إنما دعواه - على قول الأكثرين من أتباعه - إنه مجدد القرن الرابع عشر للهجرة، وقد جاء في باب إزالة الأوهام: «لا أدعي النبوة وما أنا إلا محدث»، وقال في منشور أبريل سنة 1897: «لعنة الله على كل من ادعى النبوة بعد محمد».
ومدار الرسالة القاديانية كلها على التوفيق بين الأديان، وتدعيم السلام بين الأمم، وفي كلام القادياني ما يشبه القول بالحلول فهو يتلبس بروح السيد المسيح وروح كرشنا رب الخير عند البراهمة، كما يتلبس بأرواح غيرهم من الصالحين، وقد توفي سنة 1908، فانقسم أتباعه إلى فريقين: فريق يسمى: الأحمدية، وهم الذين يؤمنون بإمامته ولا يؤمنون بنبوته، وفريق يسمى: القاديانية، وهم القائلون بنبوته وحجتهم التي يقابلون بها عقيدة الإسلام في ختام النبوة بعد البعثة المحمدية أن «خاتم» التي وردت في القرآن الكريم إنما وردت بفتح التاء بمعنى الزينة ... وينكرون قراءة ورش بكسر التاء متشبثين بقراءة حفص عن طريق عاصم، ولكن الفرقة الأخرى تورد من كلامه ما يبطل دعوى النبوة على غير معنى المجاز، وتستشهد بآخر كلامه في حقيقة الوحي، ونصه بالعربية: «وما عنى الله من نبوتي إلا كثرة المكالمة والمخاطبة، ولعنة الله على كل من أراد فوق ذلك، أو حسب نفسه شيئا، أو أخرج عنقه من الربقة النبوية، وأن رسولنا خاتم النبيين، وعليه انقطعت سلسلة المرسلين، فليس من حق أحد أن يدعي النبوة بعد رسولنا المصطفى على الطريقة المستقلة، وما بقى بعده إلا كثرة المكالمة، وهو بشرط الاتباع لا بغير متابعة.»
ويبدو أن الفرقة القاديانية كانت أقرب الفرقتين إلى هوى الدولة البريطانية؛ لأنها لم تكن تعارض الحكومة، ولم تتورع عن اشتراط الطاعة لها على من يدخلون في زمرتها، وقد كتب أحدهم في كتاب فارسي باسم «تحفة شاه زاده ويلز» يقول فيه وهو يدعو ولي العهد إلى الإسلام: «إن هذه التحفة تقدم إليك من الجماعة التي صبرت على مصائب شتى ثلاثين سنة أو أكثر على أيدي أعدائها وذويها من جراء ولائها لجدتك الموقرة الملكة فكتوريا، ثم جدك العظيم الإمبراطور السابق إدوارد السابع، ثم والدك الجليل الإمبراطور الحالي، ولم تكن قط طالبة مكافأة حكومية، وما زال منهج هذه الجماعة من يوم تأسيسها أن تطيع الحكومة القائمة، وتنكب عن جميع أنواع الفتنة والفساد، وأن مؤسسها عليه السلام كان وضع شرطا من شروط المبايعة التي لا تسمح لأحد أن ينضم إليها إلا على عهد العمل بها، وهو أن تطاع الحكومة القائمة.»
ويعتذر أصحاب هذه السياسة برعاية الضرورة والتوسل بسلطان الدولة إلى تيسير الدعوة، ولكنها قوبلت بالنقد الشديد من أتباع القادياني أنفسهم بعد نشاط نهضة الاستقلال، وقيام الدعاة إلى نصرة الخلافة، وكان لهذا الانقسام السياسي أثره الأكبر في تفرق أتباع الطائفة إلى أكثر من فرقتين، على كونهم جميعا لا يزيدون على مائة ألف أو نحوها، ولهم مع هذا التفرق إيمان وثيق بصدق دعوتهم، ودأب عظيم على نشرها في العالم بمختلف اللغات. (2) تعقيب
أولئك المهديون الثلاثة أنماط متقاربة للدعوة المهدية في عصر الاستعمار، يتشابهون أو يختلفون على حسب ما أحاط بهم في بلادهم من دواعي الاستعمار وموانعه، وعلى حسب المذهب الذي توارثوه من أسلافهم، والتربية التي هيأت أفكارهم وعقائدهم، فهم أبناء ماضيهم وحاضرهم في مواضع الشبه بينهم ومواضع الخلاف، ولا يلوح لهم في الوقت الحاضر مستقبل يرتبط بمستقبل الإسلام غير ما انتهوا إليه.
ونحن كلما أمعنا في استقصاء سيرتهم، وما تأثروا به من أحوال زمانهم، بدا لنا أن التاريخ يظلمهم إذا وصفهم بالدجل المتعمد، وفرغ منهم على هذه الصفة، فإنهم على الأغلب الأعم من ظواهرهم مسوقون إلى دعوتهم على الرغم منهم، وربما انساقوا إليها وهم مؤمنون بها، ثم دار بهم دولاب الحوادث دورته التي لا فكاك منها، فاستعصى عليهم الفكاك من وثاقه، وأصبح الرجوع عن الدعوة بعد ذلك أخطر عليهم وعلى أتباعهم من المضي فيها.
Halaman tidak diketahui