Islam di Abad Kedua Puluh: Waktu Kini dan Masa Depannya
الإسلام في القرن العشرين: حاضره ومستقبله
Genre-genre
إلا أن الحقيقة الواقعة تستوجب علينا أن نقول: إن أعمال ثلاثة أو ثلاثين من المصلحين المعلمين لم تكن لتبلغ هذا المدى البعيد من حث العالم الإسلامي واستنهاضه لو لم يكن لهم سميع مجيب من جيشان الشعور بين المسلمين، وإن يكن جيشانا مبهما يتخبط بين غواشي الظلم والظلام.
وفضل العقيدة هو الفضل الأكبر في إعداد النفوس للاستماع من المصلحين، والإيمان بوجوب التغيير، والاتجاه إلى وجهته القويمة، ومن ثم وجدت في الحكومات الفاسدة نفسها عوامل اليقظة والانتباه إلى التغيير أو الإصلاح، فوجد في إيران وزير كميرزا تقي خان يحاول أن يحد من سلطان الشاه ناصر الدين، ووجد في تركية رجال كأحمد مدحت يحاولون مثل هذا من السلطان عبد الحميد، ووجد في مصر رجال كمحمد شريف وأحمد رياض قبيل انفجار الثورة العرابية، ووجد في المغرب أمثال خير الدين، ولم يكن وجودهم مصادفة ولا فلتة من الفلتات العارضة؛ بل كان علامة من علامات الزمن لا بد لها من معقبات وآثار. (1) المهديون
من أقوى الدلائل على عمق الأثر الذي تركته ضربات الاستعمار في أرجاء العالم الإسلامي هذه الظاهرة المتفقة التي تواترت في تلك الأرجاء، ولما ينقض على هجوم الاستعمار جيل واحد، خلاصة هذه الظاهرة: أن رد الفعل بعدها قد برز بكل نوع من أنواعه في تلك الأرجاء، فلم يكن في العالم الإسلامي كله بلد خلا كل الخلو من إحداها.
فكما توزع العالم الإسلامي دعوات المعلمين المصلحين كذلك توزع دعوات الساسة وأصحاب الطرق الصوفية ودعوات التجديد أو العودة إلى القديم الصحيح، وتخليصه من شوائب البدع والخرافات، ثم توزعته كذلك دعوات أخرى من نوع آخر، وهي دعوات المهديين الذين زعموا أنهم مبعوثون على موعد، وأنهم رسل الخلاص والنجاة، فظهر منهم من ظهر في الهند، وظهر منهم من ظهر في الرقعة الوسطى من أرض فارس، وظهر غيرهم في وادي النيل، ومن قبل رأينا أن هذه الأقطار هي التي أخرجت للعالم الإسلامي السيد أحمد خان والسيد جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده المصري، وأخرجت كذلك رواد السياسة والوزراء.
ظاهرة تدل على قوة الأثر، وتدل كذلك على حياة البنية التي تستجيب لكل فعل برده الذي يناسبه في حينه، وليست البنية هنا إلا العقيدة التي هي مرجع تلك القوة وتلك المقاومة.
والمهديون نوع آخر من الدعاة، ولكنه نوع له محله وأوانه كيفما كان.
وأشهرهم في عصر الاستعمار ثلاثة: هم ميرزا علي الملقب بالباب، وقد ظهر في إيران، وميرزا غلام أحمد القادياني وقد ظهر في الهند، ومحمد أحمد عبد الله وقد ظهر في السودان.
والغالب - على اعتقاد المؤرخين - أن المهديين قوم خادعون يتعمدون الكذب في دعوتهم، ويسرون غير ما يعلنون من طلب الإصلاح والعناية بشئون الدين.
ولكن الكذب المحض في أمثال هذه الدعوات أمر غير معقول، والأقرب عندنا إلى المعقول في أمرهم، أنهم عاشوا في فترة انتظار متفق عليها، وأنهم نشئوا نشأة «صوفية» في أكثر الأجيال، فاشرأبت نفوسهم أن يكون الرجاء المنتظر على أيديهم، وربما ساورهم الظن أنهم مندوبون لتحقيق الرجاء، فأشفقوا أن ينكلوا عن هذه الندبة، وأقدموا خوف المخالفة، وأملا في صدق الوعد مع العمل والجهاد، ثم طوتهم الشبكة المعقدة من هواجس ضمائرهم، ومما أحاط بهم من عقائد أتباعهم من ضرورات المواقف المتلاحقة التي لا يسهل الخلاص منها، فأسلموا أنفسهم للحوادث، واعتذروا لها بحسن المقصد وسلامة النية، أو كان منهم من يلج في المكابرة والمغالطة؛ لأنه لا يأمن التراجع ولا يقدر عليه، ومنهم من يخالطه الوسواس فيفعل أفعال المجانين.
ونحسب أن الباب أشد هؤلاء ثقة بنفسه في البداية وأقلهم ثقة بها في النهاية، ولهذا كان أبعدهم عن العقيدة السوية في الإسلام.
Halaman tidak diketahui