146

Ishtiqaq

الإشتقاق

Penyiasat

عبد السلام محمد هارون

Penerbit

دار الجيل

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤١١ هـ - ١٩٩١ م

Lokasi Penerbit

بيروت - لبنان

حَكَمة الدابّة. ووجد في بعض كُتُب بني أميَّة إلى عامله: " فاحْكُمْ فلانًا عن كذا وكذا " أي امنعْه عنه. وقد سمت العرب حَكَمًا، وحَكِيمًا، ومُحكِّمًا، وحَكَّامًا، وحَكَّامَةَ. والحِكْمة معروفة، في التنزيل: " وآتَيناهُ الحُكْمَ صبيًِّا " قال: النبوّة، والله أعلم. وأحكمتُ الشيء أُحِكمُه إحكامًّا، إذا أحْسَنَ صنعتَه. وسُمِّيت الخوارجُ المحكَّمة لقولهم: " لا حُكْمَ إلاَّ لله ". وأبو جهلٍ سمِّي به في الإسلام، لِجهْله وعداوته النبيَّ ﷺ. قال حسان: النَّاسُ كنَّوهُ أبا حَكَمٍ ... والله كنّاهُ أبا جهلٍ والجهل: ضدُّ العلم. يقال: ما كان ذلك في جاهليّةٍ ولا عالمِيّة. والمجاهل: الفلَوات التي لا يُهتَدى إليها؛ فلاةٌ مَجهلٌ. ومن رجالهم: الحارث بنِ هشامِ بن المغيرة، أخو أبي جهل بن هشام، وكان من عظماء قريش، وقد مرَّ. انهزَمَ يومَ بدرٍ وأسلمَ بعد ذلك فحسُنَ إسلامُه، فقال فيه حسان: إنْ كنتِ كاذبةَ الذي حدَّثْتِنِي ... فنجوتِ مَنْجَى الحارثِ بنِ هشامِ تركَ الأحبَّةَ أن يُقاتِلَ دونَهم ... ونجا برأسِ طِمِرَّةٍ ولجامِ فقال الحارث يعتذر من فِراره: الله يعلمُ ما تركتُ قِتالَهم ... حتى حَبَوْا فرسيِ بأشقرَ مُزْبِدِ وعلمتُ أنِّ إنْ أقاتلْ واحدًا ... أُقتلْ ولا يَنْكَأْ عدوِّيَ مَشهَدِي فصَدَفْتُ عنهمْ والأحبّةُ فيهِمُ ... طمعًا لهمْ بعقابِ يومٍ مُفْسِد

1 / 148