الخضم والقضم" واستشهد بالمثل المشهور: "قد يدرك الخضم بالقضم" (^١) قال: "أي قد يدرك الرخاء بالشدة، واللين بالشظف .... فاختاروا الخاء لرخاوتها للرطب، والقاف لصلابتها لليابس، حذوا لمسموع الأصوات على محسوس الأحداث" (^٢).
وأما الفرق بالمصدر، فأشار إليه في غير موضع، فعند قول ثعلب: "وجدت في المال وجدا وجدة. ووجدت الضالة وجدانا … ووجدت في الحزن وجدا … ووجد على الرجل موجدة" قال أبو سهل: "واختلفت هذه المصادر مع اتفاق أفعالها لاختلاف معانيها" (^٣).
وقد يكون التفريق بين المعاني بصيغة الفعل والمصدر، فيشير إلى ذلك أيضا، فعند قول ثعلب: "وتقول: قذت عينه تقذي قذيا: إذا ألقت القذى، وقذيت تقذي قذى: إذا صار فيها القذى، وأقذيتها إقذاءا: إذا ألقيت فيها القذى، وقذيتها تقذية: إذا أخرجت منها القذى" قال: "واختلفت هذه المصادر وأفعالها، لاختلاف معانيها، وإن كانت كلها رجعة إلى القذى، وهو كل ما وقع في العين من شيء يؤذيها" (^٤).
كما يرى أن المبالغة في الوصف نوع من الفرق أيضا، فيقول: "روجل طويل وطوال بضم الطاء، وهما ضد القصير، وكأن فُعالا من
(^١) الأمثال لأبي عبيد ٢٣٦، وجمهرة الأمثال ٢/ ٨١، ومجمع الأمثال ٢/ ٤٧٨.
(^٢) الخصائص ٢/ ١٥٧، ١٥٨.
(^٣) ص ٤٩٨.
(^٤) ص ٥٢٢ - ٥٢٣.