على صحة رأيه وسلامة العقيدة التي يعلنها أهل السنة، مستدلًا بنصوص من أقوال الأيمة السنيين من مختلف المذاهب التشريعية.
من ذلك قبول شهادة أهل بدعة التشيع، وبناء الأحكام في القضاء عليها. فقد عارض ابن فرحون ذلك بشدة، قائلًا: (لا خلاف في المذهب أن شهادة أهل البدع غير جائزة، ولا يعتبر منهم الأمثل فالأمثل، ولا تجوز شهادتهم لأهل السنة ولا عليهم، ولا تجوز شهادتهم لبعضهم على بعض، لانتفاء العدالة التي هي شرط في قبول الشهادة ...) (١).
وكان ابن فرحون يؤكد على وجوب تعيين عدول من أهل السنة لخطة الشهادة، لينحسم بذلك خطر شهود أهل البدعة الذين ينبغي أن لا تقبل شهادتهم إِلا فيما يقع بينهم مما لا يحضره أهل السنة، وبذلك يخفّ الأمر وتكون شهادتهم مقصورة على محل الضرورة (٢).
وهكذا يحاول ابن فرحون أن يحقق إِصلاحًا في الواقع الذي حوله، ويسير في ذلك على ضوء هدي الشريعة الإِسلامية.
أما أثره في الحركة العلمية فهو يتجلى خاصة في مجالات التدريس والتأليف والإِفتاء. وسنتعرض لجهوده في هذه المجالات.
_________
(١) المعيار المعرب: ٢/ ٤٥١ - ٤٥٢.
(٢) م. ن: ٢/ ٤٤٨ - ٤٤٩.
1 / 42