12

Irshad al-'Ibad ila Ma'ani Lum'at al-I'tiqad

إرشاد العباد إلى معاني لمعة الاعتقاد

Penerbit

دار التدمرية

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢

Genre-genre

فلا يمكن للعقول أن تصفه، ولا أن تكيِّفَه بالتفكير، بل لا يجوز التفكر في ذاته، ولا في كيفية صفاته، لأن الكيفية محجوبة، ولا سبيل إلى معرفة كيفية ذاته ولا صفاته، فلا يجوز التفكير فيها، وقد جاء في الأثر عن ابن عباس ﵁: «تفكروا في مخلوقات الله، ولا تفكروا في ذات الله» (١)، تفكروا في مخلوقات الله: من آياته الكونية، لتهتدوا بها إلى معرفة الله، ولكن يجوز التفكير في كيفية صفاته، من أنه ﷾ موصوف بالعلم والقدرة ونحوها، فنتفكر في كمال قدرته، والتفكر في المخلوقات: يتضمن التفكر في صفاته، وفي معانيها. والتفكر في ذات الله أو صفاته: لن يوصل إلى شيء، لأن العقول لا تبلغ ولا تصل إلى معرفة كيفية ذاته، أو كيفية صفاته. قوله: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشورى:١١]: هذه الآية من كتاب الله تعالى تضمنت الدلالة على الحق، ورد الباطل، ففي قوله: ﴿ليس كمثله شيء﴾ رد للتشبيه والتمثيل، وقوله: ﴿وهو السميع البصير﴾ رد للإلحاد والتعطيل، ففيها رد على المشبهة، وعلى المعطلة. وفيها الدلالة على المذهب الحق، وهو: إثبات الصفات لله ﷾ على ما يليق به، إثباتًا بلا تشبيه، وتنزيهًا

(١) رواه أبو الشيخ في كتابه العظمة (١/ ٢١٠) مرفوعًا وموقوفًا، والبيهقي في الأسماء والصفات (٢/ ٤٦) وأطال محققه في تخريجه وضعفه، قال ابن حجر في الفتح (١٣/ ٣٩٤): «موقوف وسنده جيد»، وراجع السلسلة الصحيحة للألباني (٤/ ٣٩٥ - ح ١٧٨٨).

1 / 14