وقال عليه السلام (إن حسن الظن من حسن العبادة)(1) فهذا ذكر بعض من نتائج الحسد، وإن كانت أكثر وأغزر، فافهم وتجنب، فهذا آخر ما ذكرناه من أبواب الذنوب التي انطوى عليها حب الدنيا، وإن كانت أكثر وأوفى وأغزر، وهي نتائج الآفة الثانية التي ذكرها النبي وهي الشهوة.
فانظر رحمك الله بعين الاستبصار، وتوق الوقوع في مداحض الإغترار، واحرس نفسك عن العثار، واجر في ميدان الأخيار، وتلفع بثياب الأبرار ؛ تنج من عذاب الأشرار ؛ وتسلم من البوار وتفارق النار، وتسلم من البوار ؛ وتفارق الأشرار، وتوافق الأطهار في دار الجبار العزيز الغفار.
الآفة الثالثة الغضب
اعلم أن الغضب شرة في النفس، وحمية في القلب، وجمرة في الجوف، ضوؤها الكبر، وحطبها الجهل، ومادتها لهب العصبية والأنفة، والشيطان مستقرها، وما تناهت لهبتها وعظمت زفرتها إلا طار عنها العقل، وانفرد حاكما عليها الجهل، فكم حينئذ من قصر هدم، ورأس صدم، وأنف صلم، ومظلوم ظلم، وهي كثيرة التحريك للأعضاء السبعة بل لجميع البدن، فإنه ما يسعر الغضب إلا رق الجسد واضطرب.
وقد روى عن علي عليه السلام قال:
Halaman 102