يَابَا حُسَيْنٍ لو شرَاةُ عِصَابة ... صَحِبُوكَ كانَ لِوِرْدِهِمْ إِصْدَارُ
يَابَا حُسَيْنٍ والجديدُ إِلى ... أَوْلادُ دَرْزَةَ (^١) أَسْلَمُوكَ وَطَارُوا
وَقَالَ الجَاحِظُ فِي "البَيَانِ وَالتَّبْيِيْن" (^٢): "وَمِنْ عُلَمَاءِ الخَوَارِجِ وَخُطَبَائِهِم وَشُعَرَائِهِم: حَبِيْبُ بْنُ خُدْرَة الهِلالِيُّ، وَعِدَادُهُ فِي بَنِي شَيْبَان".
قُلْتُ: مِنْ شِعْرهِ مَا ذَكَرَهُ الطَّبَرِيُّ فِي "تَارِيْخِهِ" (^٣):
هَلْ أَتَى فَائدَ عَنْ أَيْسَارِنَا ... إِذْ خَشِيْنَا مِنْ عَدُوٍّ خُرُقَا
إِذَا أتَانَا الخَوْفُ مِنْ مَأْمَنِنَا ... فَطَويْنَا فِي سَوَادٍ أُفُقَا
وَسَلِي هَدْيَةَ يَوْمًا هل رَأْتْ ... بَشَرًا أَكْرَمَ مِنَّا خُلُقَا
وسَلِيْهَا أَعَلَى العْهَدِ لَنَا ... أَوْ يُصِرُّوْنَ عَلَيْنَا حَنَقَا
وَلَكَمْ مِنْ خُلَّةٍ مِنْ قَبْلِهَا ... قَدْ صَرَمْنَا حَبْلَهَا فانْطَلَقَا
قَدْ أَصَبْنَا العَيْشَ عَيْشًا نَاعِمًا .. وَأَصَبْنَا العَيْشَ عَيْشًا رَنَقَا
وَأَصَبْتُ الدَّهْرَ دهرًا أَشْتَهِي ... طَبَقًا مِنْهُ وَأَلْوِي طَبَقَا
وشَهِدْتُ الخَيْلَ فِي مَلْمُوْمَةٍ ... مَا تَرَى مِنْهُنَّ إِلا الحَدَقَا
يَتَسَاقَوْنَ بِأَطْرَافِ القَنَا ... مِنْ نَجِيْعِ المَوْتِ كَأْسًا دَهَقَا
فَطِرَادُ الخَيْلِ قَدْ يُؤْنِقُنِي ... ويَرُدّ اللهْوُ عَنِي الأَنَقَا