I'rab al-Qiraat al-Sab' wa Ilaluha
إعراب القراءات السبع وعللها ط العلمية
Penerbit
دار الكتب العلمية
Nombor Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
١٣٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م
Lokasi Penerbit
بيروت - لبنان
Genre-genre
فَأَلْقَى كَسْرَةَ الْأُولَى عَلَى الْحَاءِ وَحَذَفَ الْيَاءَ الْأُولَى لِسُكُونِهَا وَسُكُونِ الثَّانِيَةِ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: اسْتَحْيَيْتُ وَاسْتَحَيْتُ.
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ وَابْنُ كَثِيرٍ مَعَهُمْ فِي سَائِرِ الرِّوَايَاتِ «يَسْتَحْيِي» بَيَاءَيْنِ، وَشَاهِدُهُ:
﴿يَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ﴾ وَإِنْ كَانَتِ الْأُولَى فِي الْحَيَاءِ، وَالثَّانِيَةُ فِي الْحَيَاةِ وَالِاسْتِبْقَاءِ.
- وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ﴾.
قَرَأَ أَبُو عَمْرٍو، وَالْكِسَائِيُّ فِي رِوَايَةِ أَبِي عُمَرَ «الْكَافِرِينَ» بِالْإِمَالَةِ فِي مَوْضِعِ الْجَرِّ وَالنَّصْبِ.
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّفْخِيمِ، فَمَنْ فَتَحَ فَعَلَى أَصْلِ الْكَلِمَةِ، وَمَنْ أَمَالَ قَالَ: إِنَّمَا أَمَلْتُ الْأَلِفَ لِاجْتِمَاعِ أَرْبَعِ كَسَرَاتٍ، كَسْرَةِ الْفَاءِ وَالرَّاءِ، وَالْيَاءُ تَنُوبُ عَنْ كَسْرَتَيْنِ، فَلَمَّا اجْتَمَعَتْ فِي الْكَلِمَةِ أَرْبَعُ كَسَرَاتٍ جَذَبْنَ الْأَلِفَ إِلَيْهِنَّ بِقُوَّتِهِنَّ فَأَمَلْنَهَا.
قال أبو عبد الله ﵁: فَإِنْ سَأَلَ سَائِلٌ فَقَالَ: هَلَّا أَمَالَ ﴿الشَّاكِرِينَ﴾ وَقَدِ اجْتَمَعَتْ فِيهِ أَرْبَعُ كَسَرَاتٍ.
فَالْجَوَابُ فِي ذَلِكَ: أَنَّهُمْ تَرَكُوا إِمَالَةَ ﴿الشَّاكِرِينَ﴾ لِثَلَاثِ عِلَلٍ:
إِحْدَاهُنَّ: أَنَّ اللَّامَ مُدْغَمَةٌ فِي الشِّينِ، فَكَرِهُوُا الْإِمَالَةَ مَعَ التَّشْدِيدِ.
وَالْعِلَّةُ الثَّانِيَةُ: أَنَّهُ قَلِيلُ الدَّوْرِ فِي الْقُرْآنِ وَلَمْ يَكْثُرْ كَكَثْرَةِ الْكَافِرِينَ.
فَإِنْ سَأَلَ سَائِلٌ عَنِ الْكَافِرِينَ، فَقَالَ: الْإِمَالَةُ فِي الْأَلِفٍ أَوِ الْكَافِ؟
فَالْجَوَابُ فِي ذَلِكَ: أن الإمالة لا تكون إلا في الألف، وَإِنَّمَا يُشِمُّ الْكَافَ الْكَسْرَ لِتَصِحَّ الْإِمَالَةُ، وَقَدْ قَالَ قَوْمٌ: إِنَّهُمَا مُمَالَانِ وَذَلِكَ خَطَأٌ.
وَالْعِلَّةُ الثَّالِثَةُ: أَنَّ الشِّينَ وَالْجِيمَ وَالْيَاءَ يَخْرُجْنَ مِنْ وَسَطِ اللِّسَانِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْحَنَكِ، فَلَمَّا كَانَتْ مُجَاوِرَةَ الْيَاءِ كَرِهُوُا الْإِمَالَةَ فِي الشِّينِ كَمَا كَرِهُوا فِي الْيَاءِ.
- وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ﴾.
قَرَأَ الْكِسَائِيُّ وَحْدَهُ: «فَأَحْيَاكُمْ» بِالْإِمَالَةِ، وَ«لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى» وَ«أَمَاتَ وَأَحْيَا».
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْفَتْحِ، إِلَّا حَمْزَةَ فَإِنَّهُ كَانَ يُمِيلُ إِذَا تَقَدَّمَتْهَا وَاوٌ، وَلَا يُمِيلُ إِذَا تَقَدَّمَتْهَا فَاءٌ.
فَمَنْ فَتَحَ فَعَلَى أَصْلِ الكلمة.
1 / 50