47

Introduction to the Study of the Quran

المدخل لدراسة القرآن الكريم

Penerbit

مكتبه السنة

Nombor Edisi

الثانية

Tahun Penerbitan

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٣ م

Lokasi Penerbit

القاهرة

Genre-genre

القديم القائم بذاته تعالى أو الكلمات الحكمية الأزلية، أو اللفظ العربي المبين؛ الذي هو صورة ومظهر للكلمات الحكمية القديمة؛ لما علمت من تنزه الصفة القديمة ومتعلّقها- وهو الكلمات الغيبية الأزلية- عن المواد مطلقا؛ لأن الألفاظ أعراض سيالة، تنتهي بمجرد النطق بها، ولا يتأتى منها نزول ولا إنزال. وعلى هذا يكون المراد بالنزول المعنى المجازي: والمجاز في اللغة العربية باب واسع (فإن أردنا بالقرآن: الصفة القديمة أو متعلقها، فالمراد بالإنزال: الإعلام به بواسطة إثبات الألفاظ والحروف الدالة عليه، من قبيل: إطلاق الملزوم وإرادة اللازم، وإن أردنا اللفظ العربي الدال على الصفة القديمة) فيكون المراد: نزول حامله به سواء أردنا بالنزول: نزوله إلى سماء الدنيا، أو على النبي ﷺ، ويكون الكلام من قبيل المجاز بالحذف، وهذا هو ما يتبادر إلى الأذهان عند إطلاق لفظ النزول. وللقرآن الكريم وجودات ثلاثة: ١ - وجوده في اللوح المحفوظ. ٢ - وجوده في السماء الدنيا. ٣ - وجوده في الأرض بنزوله على النبي ﷺ. ولم يقترن لفظ «النزول» إلا بالوجود الثاني والثالث، أما الوجود الأول، فلم يرد لفظ «النزول» مقترنا به قط، وعلى هذا: فلا ينبغي أن نسميه نزولا أو تنزلا. ٢ - أين كان القرآن قبل النزول يقول الله تعالى: بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (٢١) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (٢٢) [سورة البروج: ٢١ - ٢٢]، فقد دلت الآية على أن «القرآن» كان قبل نزوله ثابتا موجودا في اللوح المحفوظ وهذا اللوح المحفوظ هو الكتاب المكنون الذي ذكره الله تعالى في قوله: إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (٧٧) فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ (٧٨) لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (٧٩) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (٨٠) [سورة الواقعة: ٧٧ - ٨٠]، فالظاهر

1 / 48