Introduction to the Study of the Quran
المدخل لدراسة القرآن الكريم
Penerbit
مكتبه السنة
Nombor Edisi
الثانية
Tahun Penerbitan
١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٣ م
Lokasi Penerbit
القاهرة
Genre-genre
القديم القائم بذاته تعالى أو الكلمات الحكمية الأزلية، أو اللفظ العربي المبين؛ الذي هو صورة ومظهر للكلمات الحكمية القديمة؛ لما علمت من تنزه الصفة القديمة ومتعلّقها- وهو الكلمات الغيبية الأزلية- عن المواد مطلقا؛ لأن الألفاظ أعراض سيالة، تنتهي بمجرد النطق بها، ولا يتأتى منها نزول ولا إنزال.
وعلى هذا يكون المراد بالنزول المعنى المجازي: والمجاز في اللغة العربية باب واسع (فإن أردنا بالقرآن: الصفة القديمة أو متعلقها، فالمراد بالإنزال: الإعلام به بواسطة إثبات الألفاظ والحروف الدالة عليه، من قبيل: إطلاق الملزوم وإرادة اللازم، وإن أردنا اللفظ العربي الدال على الصفة القديمة) فيكون المراد: نزول حامله به سواء أردنا بالنزول: نزوله إلى سماء الدنيا، أو على النبي ﷺ، ويكون الكلام من قبيل المجاز بالحذف، وهذا هو ما يتبادر إلى الأذهان عند إطلاق لفظ النزول.
وللقرآن الكريم وجودات ثلاثة:
١ - وجوده في اللوح المحفوظ.
٢ - وجوده في السماء الدنيا.
٣ - وجوده في الأرض بنزوله على النبي ﷺ.
ولم يقترن لفظ «النزول» إلا بالوجود الثاني والثالث، أما الوجود الأول، فلم يرد لفظ «النزول» مقترنا به قط، وعلى هذا: فلا ينبغي أن نسميه نزولا أو تنزلا.
٢ - أين كان القرآن قبل النزول
يقول الله تعالى: بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (٢١) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (٢٢) [سورة البروج:
٢١ - ٢٢]، فقد دلت الآية على أن «القرآن» كان قبل نزوله ثابتا موجودا في اللوح المحفوظ وهذا اللوح المحفوظ هو الكتاب المكنون الذي ذكره الله تعالى في قوله: إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (٧٧) فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ (٧٨) لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (٧٩) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (٨٠) [سورة الواقعة: ٧٧ - ٨٠]، فالظاهر
1 / 48