مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية
مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية
Penerbit
مكتبة السوادي للتوزيع
Nombor Edisi
الثانية ١٤١٧هـ
Tahun Penerbitan
١٩٩٦م
Genre-genre
وهل يوصف الله تعالى بصفات سلبية، أم لا يوصف بها؟ ... إلخ.
وظهرت كذلك مسألة "القدر" التي نهى النبي ﷺ عن الخوض فيها١، فقد وردت في القرآن الكريم آيات تشعر للوهلة الأولى بأن الإنسان مجبور مقهور ولا إرادة له، كقوله تعالى:
﴿إِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُل كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا﴾ [النساء: ٧٨] .
﴿وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ﴾ [الصافات: ٩٦] .
وجاءت آيات أخرى تشعر بالاختيار، كقوله تعالى:
﴿فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ﴾ [الكهف: ٢٩] .
وقد تجد في آيات أخرى ما يشعر بالأمرين معا:
﴿إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا، وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ﴾ [الإنسان: ٢٩، ٣٠] .
١ أخرج الإمام أحمد في "المسند": "٢/ ١٧٨"، وابن ماجه في "السنن": "١/ ٢٠" "صحيح ابن ماجه"، عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، قال: خرج رسول الله ﷺ على أصحابه وهم يختصمون في القدر، فكأنما يفقأ في وجهه حب الرمان من الغضب، فقال: "بهذا أمرتم أو لهذا خلقتم؟ تضربون القرآن بعضه بعض. بهذا هلكت الأمم قبلكم". وأخرج الإمام مسلم في "صحيحه": "٤/ ٢٠٥٣" عن عبد الله بن عمرو قال: هجّرت إلى رسول الله ﷺ يوما. قال: فسمع أصوات رجلين اختلفا في آية، فخرج علينا رسول الله ﷺ يعرف في وجهه الغضب، فقال: "إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب".
1 / 61