مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية

Uthman Domiryah d. 1439 AH
48

مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية

مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية

Penerbit

مكتبة السوادي للتوزيع

Nombor Edisi

الثانية ١٤١٧هـ

Tahun Penerbitan

١٩٩٦م

Genre-genre

ونجتزئ هنا بما كتبه العلامة المقريزي في "الخطط" وهو يدرس عقائد أهل الإسلام منذ ابتداء الملة الإسلامية إلى أن انتشر مذهب الأشعري، ويرصد البدع التي ظهرت في المجتمع، ويرسم خطا لتطورها التاريخي، فيقول: "مضى عصر الصحابة ﵃ على هذا، إلى أن حدث في زمنهم القول بالقدر، وأن الأمر أُنُف، أي: إن الله تعالى لم يقدّر على خلقه شيئا مما هم عليه. وكان أول من قال بالقدر في الإسلام: معبد بن خالد الجهني. وكان يجالس الحسن البصري، فتكلم في القدر بالبصرة، وسلك بعض أهل البصرة مسلكه لما رأوا عمرو بن عبيد ينتحله، وأخذ معبد هذا الرأي عن رجل من الأساورة يقال له: يونس سنسويه، ويعرف بالأسوري، فلما عظمت الفتنة به عذبه الحجاج، وصلبه بأمر عبد الملك بن مروان سنة ثمانين، ولما بلغ عبد الله بن عمر بن الخطاب، ﵄، مقالة معبد في القدر تبرأ من القدرية، واقتدى بمعبد في بدعته هذه جماعة من الناس. وأخذ السلف ﵏ في ذم القدرية، وحذَّروا منهم، كما هو معروف في كتب الحديث، وكان عطاء بن يسار قاضيا يرى القدر، وكان يأتي هو ومعبد الجهني إلى الحسن البصري فيقولان له: إن هؤلاء يسفكون الدماء، ويقولون: إنما تجري أعمالنا على قدر الله؟ فقال: كذب أعداء الله، فطُعن على الحسن بهذا ومثله.

قال أبو سعيد: فأشهد أني سمعت هذا الحديث من رسول الله ﷺ وأشهد أن علي بن أبي طالب قاتلهم وأنا معه ... "وهم الخوارج الذين خرجوا على علي ﵁".وانظر: "الوصية الكبرى" لشيخ الإسلام ابن تيمية ص٦٥-٦٨ بتحقيقنا، الطبعة الثانية.

1 / 53