مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية
مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية
Penerbit
مكتبة السوادي للتوزيع
Nombor Edisi
الثانية ١٤١٧هـ
Tahun Penerbitan
١٩٩٦م
Genre-genre
فقال عبد ياليل: أفرأيت الزنا؟ فإنا قوم نغترب ولا بد لنا منه؟
قال: "هو عليكم حرام؛ فإن الله تعالى يقول:
﴿وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا﴾ [الإسراء: ٣٢] ".
قال: أفرأيت الربا؟
قال: "هو عليكم حرام".
قالوا: فإن أموالنا كلها ربا؟
قال: "لكم رءوس أموالكم؛ إن الله تعالى يقول:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [البقرة: ٢٧٨] ".
قالوا: أفرأيت الخمر؟ فإنها عصير أعنابنا، ولا بد لنا منها؟
قال: "إن الله قد حرمها" وقرأ:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ ١ [المائدة: ٩٠] .
وبعد إسلامهم سألوا النبي ﷺ أن يَدَع لهم الطاغية -وهي اللات- لا يهدمها، ثلاث سنين. فأبى رسول الله ﷺ أن يدعها لهم شيئا مسمى. وإنما كانوا يريدون بذلك -فيما يظهرون- أن يَسْلموا -بتركها- من سفهائهم ونسائهم وذراريهم، ويكرهون أن يروعوا قومهم بهدمها حتى يدخلهم الإسلام. وما زالوا يسألونه أن يتركها لهم سنة سنة، ويأبى عليهم، حتى سألوا شهرا واحدا، بعد مقدمهم، فأبى عليهم أن يدعها شيئا مسمى، فسألوه أن يعفيهم من هدمها بأيديهم، فأعطاهم ذلك.
وقد كانوا سألوه -مع ترك الطاغية- أن يعفيهم من الصلاة، فقال رسول الله ﷺ: "إنه لا خير في دين لا صلاة فيه" ١.
١ انظر: "زاد المعاد" لابن القيم: ٣/ ٥٩٦ بتحقيق الأرناءوط "إمتاع الأسماع" للمقريزي: ١/ ٤٩٢.
1 / 30