184

Introduction to Explaining the Book of Monotheism

التمهيد لشرح كتاب التوحيد

Penerbit

دار التوحيد

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٢٤هـ - ٢٠٠٣م

Genre-genre

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ــ [التمهيد لشرح كتاب التوحيد] فاستغاثتهم برسول الله ﷺ في قولهم: " قوموا بنا نستغيث برسول الله " استغاثة به يقدر عليه، لكن النبي ﵊ علمهم الأدب في ذلك، وعلمهم الأكمل في ذلك؛ حيث قال: «إنه لا يستغاث بي إنما يستغاث بالله» . وحقيقة الاستغاثة على وجه الكمال، إنما هي بالله جل وعلا لا بنبيه ﷺ، فكأنه حصل منهم نوع التفات للنبي ﵊ فيما يقدر عليه، فبين لهم: أن الواجب عليهم أن يستغيثوا بالله - جل وعلا - أولا؛ فقال: " إنه لا يستغاث بي "، وهذا نفي فيه معنى النهي، يعني: لا تستغيثوا بي، بل استغيثوا بالله في هذا الأمر، وإذا أغاثهم الله جل وعلا كف شر ذلك المنافق عنهم. وقد أعل بعض العلماء هذا الحديث بأن في إسناده ابن لهيعة، وحاله معروف. لكن إيراد أئمة الحديث للأحاديث التي قد يكون في إسنادها بعض مقال في مثل هذا المقام: لا بأس به، بل فعلهم هذا صواب إذا كان ما في الحديث من المعنى قد عضدته الأدلة من القرآن ومن السنة، كما في هذا الحديث؛ فإن قوله ﵊: «إنه لا يستغاث بي إنما يستغاث بالله» قد دلت عليه الآيات التي سلفت، وهذا الذي درج عليه صنيع الراسخين في العلم من أهل الحديث، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في معرض كلام له في (الفتاوى)؛ قال: أهل الحديث لا يستدلون بحديث ضعيف في أصل من الأصول، بل إما في تأييده يعني: في تأييد ذلك الأصل أو في فرع من الفروع.

1 / 188