Introduction to Explaining the Book of Monotheism
التمهيد لشرح كتاب التوحيد
Penerbit
دار التوحيد
Nombor Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
١٤٢٤هـ - ٢٠٠٣م
Genre-genre
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
[التمهيد لشرح كتاب التوحيد]
ولا شك أن النذر لغير الله شرك أكبر بالله - جل وعلا -، ووجه كونه شركا بالله - جل وعلا -: أن النذر هو: إلزام المكلف نفسه بعبادة لله - جل وعلا - إما مطلقا، وإما بقيد، فهذه حقيقة النذر.
ومما يدل أيضا على أن النذر عبادة: أن الله - جل وعلا - مدح الذين يوفون بالنذر فقال: ﴿يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا﴾ [الإنسان: ٧] [الإنسان: ٧] ومدحه لهم يدل على أن الوفاء بالنذر أمر محبوب لله ﷿، ولا يكون محبوبا إلا وهو مشروع، وذلك يقتضي أنه عبادة من العبادات، بل إن الوفاء بالنذر واجب؛ لأنه إلزام بطاعة، وقد قال: ﷺ: «من نذر أن يطيع الله فليطعه» .
ومما يدل أيضا على كون النذر عبادة قوله: ﴿وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ﴾ [البقرة: ٢٧٠] [البقرة: ٢٧٠] ووجه الدلالة: محبة الله - جل وعلا - لذلك الذي حصل منهم تعظيما له ﷾ بالنذر.
وإذا كان كذلك: فإنه عبادة من العبادات، فمن صرفه لغير الله - جل وعلا - كان مشركا بالله - جل وعلا -.
وها هنا سؤال معروف قد يَرِدُ في هذا المقام، وهو أن النذر مكروه قد كرهه النبي ﷺ، وسئل عنه فقال: «إنه لا يأتي بخير» (١) فكيف يكون عبادة وقد كرهه ﵊؟؟!
(١) أخرجه البخاري (٦٦٩٣) ومسلم (١٦٣٩) (٤) .
1 / 158