Penyebaran Tulisan Arab: di Dunia Timur dan Dunia Barat
انتشار الخط العربي: في العالم الشرقي والعالم الغربي
Genre-genre
ولم يكن الأمر قاصرا في انتشار الخط العربي على الأندلس وفرنسا وصقلية فقط، بل كان يعم أيضا جميع جزر البحر الأبيض المتوسط تقريبا، مثل: جزائر الباليار وهي ماجوركة ومينورقة وإيفيزه وما يتبعها، وكانوا يسمونها: «مايرقة ومنرقة ويابسة»، واستمروا فيها من سنة 820م/205ه إلى سنة 1232م، وقورسيقة، وقد بقيت مستقلة عن غيرها بالحكم إلى سنة 236ه/850م، ومالطة وغيرها وقت حكم العرب.
شكل 2-11: السلطان محمد الفاتح وقت دخول القسطنطينية.
أما انتشار الخط العربي في أوروبا من جهة الشرق فكان ذلك في عهد الدولة العثمانية لما استولت على القسطنطينية، وهي مفتاح أوروبا، وكان العرب حاولوا مرارا دخول أوروبا من جهة الشرق بطريقها، فامتنعت عليهم، حتى فتحها الأتراك في القرن الخامس عشر، وأوغلوا في القسم الشرقي من أوروبا، فانتشروا في تلك البقاع، وانتشر معهم الخط العربي فيها لكتابة لغتيهم الرسمية والدينية (أي التركية والعربية)، وسار مع فتوحاتهم حتى وصلوا مدينة فينا عاصمة النمسا وحاصروها، وأقاموا عساكرهم المظفرة على أبوابها، وأخذوا الجزية من الأرشيدوق فردينان، ثم عادوا واقتنعوا بجزيرة البلقان وما جاورها، فبقي الخط العربي مستعملا في أملاكهم في أوروبا، وهو الخط الرسمي للحكومة مدة كبيرة تقرب من أربعة قرون ونصف.
وقد بلغت المملكة العثمانية معظم اتساعها في أواسط القرن السابع عشر للميلاد، فكانت حدودها الشمالية آخر حدود المجر في أوروبا، وكانت أملاكها في تلك القارة تشمل بلاد اليونان وجميع جزر بحر إيجه والروملي والبوسنة والهرسك والصرب والجبل الأسود وبلغاريا والمجر ورومانيا (الفلاخ والبغدان) وما يلي بلاد المجر شرقا من ملدافيا وما بعدها من شواطئ البحر الأسود إلى بلاد القوقاس، ففي كل هذه الولايات استعمل الخط العربي، وبقي في بعضها كثيرا وفي بعضها قليلا، وكانت تكتب به لغات الوطنيين ممن أسلموا، ولم يزل مستعملا هناك حتى ضعف شأنها، وطمع جيرانها بها، فخرج بعضها بالاستقلال، ودخل البعض الآخر في حوزة بعض الدول أو تحت سيطرتها بالاحتلال، إلى أن انحصر في أملاكها الآن فيما بين الآستانة وولاية أدرنة وما جاورهما، وترك العثمانيون فيما انسلخ عنهم من هذه الولايات آثارا عديدة، فقد استسلموا كثيرا من أهلها يعدون الآن بأكثر من 4 ملايين نسمة في بلاد اليونان ومكدونيا وألبانيا وبلغاريا والصرب والجبل الأسود ورومانيا والبوسنة والهرسك.
وذلك أن العثمانيين لما افتتحوا هذه البلاد، نزلها كثير من العرب والأكراد وبعض العشائر المغولية التي سقطت إلى هذه الأرجاء وتوطنت فيها، كما توطنها أيضا كثير من أولاد الفاتحين وغيرهم من المجاهدين أتباع بكوات الروملي، فانتشروا في تلك الديار، وامتزجوا بأهالي البلاد الأصليين أي بالبلغاريين والصربيين والأرناءود والبوشناق، فأخذ هؤلاء يدينون بالإسلام حتى أصبح نحو نصف سكان الأقطار الواسعة من المسلمين، واضطر أولئك المسلمون إلى تعلم أمور دينهم، وبهذه الواسطة انتشر اللسان العثماني، وتغلب الفكر الديني على الجنسي، وأنشأ أولئك الشعوب يعتقدون بأن السلطنة العثمانية حامية الدين وسلامتها سلامة لهم في الدارين، وبفضل هذا الاعتقاد غدا أهالي البوسنة المسلمون خاضعين للحكومة النمسوية وهم لا يقلون عن 612000 نسمة ينظرون إلى النمسويين نظر الأعداء مع أنهم من دم واحد.
ومثل ذلك قل في البوماقيين والجتاقيين، وغيرهم من سكان بلغاريا ممن يرون السلافيين أعداءهم على حين هم وإياهم من أصل واحد، وهؤلاء يستعملون الخط العربي إلى الآن، وقد اشتهر منهم كثير من الخطاطين البارعين يعدون في العرف أتراكا؛ لأن بعضهم تترك، ولا عجب إذا قلدوا الأتراك في جودة الخط، فقد أخذوه عنهم، وهم أصحاب الفضل في نشره في تلك الأصقاع، وإليهم انتهت الرئاسة فيه على أنواعه إلى عهدنا هذا (انظر [فذلكة في تاريخ الخط العربي: (2) تاريخ الخط العربي بعد الإسلام: (2-1) أصناف الأقلام العربية في الإسلام]). (6) النتيجة
فمن كل ما تقدم نستنتج أن الخط العربي انتشر بانتشار الحضارة الإسلامية في طوائف اللغات المرتقية البشرية الثلاث ، وهي: السامية والطورانية والآرية، أما «الطائفة الأولى»: وهي اللغات السامية،
47
فأهمهما اللغة العربية، ومعلوم أن انتشارها وتغلبها على أخواتها أمات بعضها وأضعف الآخر، و«الطائفة الثانية»: وهي اللغات الطورانية أهمها التركية، وجميعها تكتب بالخط العربي كما سبق، و«الطائفة الثالثة»: وهي اللغات الآرية وهي جنوبية وشمالية، فالجنوبية في الهند وفارس، وهي تكتب بالخط العربي إلا اللغة السنسكريتية
48
Halaman tidak diketahui