175

Intisar

الأنتصار على علماء الأمصار - المجلد الأول حتى 197

Genre-genre

Fikah

والطاهر في اللغة: هو الجاري على نعت الاشتقاق من غير أن يكون فيه مبالغة كالضارب، فإنه الفاعل للضرب من غير مبالغة.

والطهور هو الجاري على جهة الاشتقاق مع اختصاصه بالمبالغة، كضروب وضحوك، فهو في إفادة ما ذكرنا من المبالغة كفعال، نحو ضراب وقتال.

فالطاهر ما كان مختصا بالطهارة في نفسه لا غير.

والطهور هو: الطاهر في نفسه المطهر لغيره.

فالطاهر: وصف لا زم غير متعد إلى غيره.

والطهور يتعدى إلى غيره، وهو أنه مطهر لغيره، ونعني بتعديته أمرين:

أحدهما: من طريق التأثير، وهو أنه مؤثر في غيره التطهير، كما أن الضارب، مؤثر في غيره الضرب والقاتل مؤثر في غيره القتل، فتأثيره حاصل في جهة الغير كما ذكرناه.

وثانيهما: من جهة اللفظ، وهو أنه متعد إلى مفعول بحرف جر، كقولك: مررت بزيد، بخلاف قولنا : طاهر فإنه لا يفيد واحدا من هذين الوجهين فلهذا كان لازما، فهذا هو مراد الفقهاء بقولهم: إن الطاهر لازم، والطهور متعد. وهل يفترقان من جهة الحكم أم لا؟ فيهما مذهبان:

أحدهما: أنه لا تفرقة بينهما، وعن هذا قالوا: إن كل شيء من المائعات كان طاهرا فإنه يجوز التطهر به للجنب والنجس، دون الحدث(¬1) كالخل واللبن وغيرهما، وهذا شيء يحكى عن أبي حنيفة وأصحابه وأبي بكر بن داود الأصم (¬2).

Halaman 178