مضى الشخصان الخفيان في سبيلهما بعد أن أشبعا فضولهما بتفقد المنزل، وتركا السيدة فوردر واقفة مكانها تحدق في الفراغ، ويداها مقبوضتان بشدة من فرط التوتر.
وبعد أن تمالكت نفسها أسرعت إلى المنزل وأرسلت رسولا يستدعي أخاها. ولما وصل وجدها تذرع الغرفة جيئة وذهابا.
قال أخوها: «كيف حال جون اليوم؟»
أجابته: «لم يزل كما هو، لم يزل كما هو.» ثم أضافت: «يبدو لي أنه يضعف كلما مر الوقت. ولم يعد باستطاعته التعرف علي.»
سألها: «وما رأي الطبيبين؟»
ردت: «أوه، كيف لي أن أخبرك؟ أعتقد أنهما يخفيان الحقيقة عني، لكن عندما يأتيان في المرة القادمة سأصر على معرفة رأيهما. لكن أخبرني: هل سيفلت قاتل جون من العقاب حقا إذا مر هذا الأسبوع وهو لم يزل على قيد الحياة؟»
سألها: «ماذا تعنين بإفلاته من العقاب؟»
قالت: «وفقا لقانون الولاية، إذا عاش زوجي حتى نهاية هذا الأسبوع، فلن يحاكم الرجل الذي أطلق النار عليه بتهمة القتل، أليس كذلك؟»
رد المحامي: «لن يحاكم بتهمة القتل، لكنه قد لا يحاكم بتهمة القتل حتى لو مات جون الآن. لا شك أن أصدقاءه سيحاولون إظهار القضية كقضية قتل غير متعمد، أو سيحاولون إنقاذه منها بحجة الدفاع عن النفس. ومع ذلك لا أعتقد أن فرصة نجاحهم في ذلك كبيرة؛ خاصة أن قضيته سينظر فيها القاضي برنت، لكن إذا ظل جون على قيد الحياة بعد الساعة الثانية عشرة يوم السبت القادم، فقانون الولاية يقضي بأن رادنور لا يمكن أن يحاكم بتهمة القتل العمد في هذه الحالة. وعندئذ ستكون أقصى عقوبة قد يحكم عليه بها هي عقوبة السجن لعدد من السنوات في أحد سجون الولاية، ولكن لن يضره ذلك كثيرا. إن وراءه دعما سياسيا قويا، وإذا فاز حزبه بانتخابات الولاية القادمة - وهو ما يبدو مرجحا - فلا شك أن الحاكم سيعفو عنه وسيطلق سراحه قبل انقضاء العام.»
قالت الزوجة بانفعال: «هل من الممكن أن يحدث عوار بهذه الفداحة في تطبيق أحكام العدالة في ولاية تدعي التحضر؟»
Halaman tidak diketahui