Kemunduran Umat Islam Kembali ke Penyembahan Berhala: Diagnosis Sebelum Reformasi
انتكاسة المسلمين إلى الوثنية: التشخيص قبل الإصلاح
Genre-genre
وابن كثير إذ يوقت الصحيفة بنهاية العام الثاني للهجرة؛ فهو بذلك يختلف عن رواة آخرين قالوا إنها كانت أول عمل للنبي عند وصوله إلى يثرب مهاجرا من مكة. هذا علما أن ابن كثير نفسه يثير التناقض بذلك مع ما سبق له أن ذهب إليه مع الجمهرة، بأن صحيفة المعاقل قد تمت كتابتها بين أهل يثرب جميعا وبين المسلمين المهاجرين عند وصول النبي إلى يثرب، حيث تبدو يثرب جميعا قد عمها الإيمان، ويظهر فيها النبي سيدا مقبولا من الجميع عن رضا غير واضح الأسباب بمن فيهم اليهود، فكتبوا معه صحيفة المعاقل التي ترد كل أمر في يثرب إلى النبي وحده. وهو كله ما يخالف ويناقض واقع الأحداث، ذلك الواقع الذي يحيلنا على النبي وأتباعه المكيين مهاجرين ضعاف متخفين هاربين من بلادهم، ومن بين أهله بالعصب «أعمامه» إلى حمى «رحمه» أخواله اليثاربة من بني النجار الخزرجيين، وهو ما يحيط الصورة التي رسمتها كتب الأخبار والسير للاستقبال الهائل، وطلع البدر علينا، والطاعة الكاملة من الجميع لسيدهم الغريب المكي، بكثير من الشك وعدم المصداقية حيث المصادر ذاتها تؤكد أن معظم أهل يثرب كانوا يهودا أو وثنيين، وإن كثيرا ممن دخل منهم حلف المسلمين كان منافقا أو دسيسة؛ لذلك رجع ابن كثير عما قال في بداية الفصل ليؤخر زمن صحيفة المعاقل إلى السنة الثانية للهجرة، بحيث تبدو الأحداث أكثر منطقية مع مقدماتها، فاختار الزمن الذي تحول فيه المسلمون إلى قوة قادرة على فرض هيمنتها.
ولمزيد من التدقيق نجد غزوة قينقاع لم يرد فيها أية إشارة لتعاقد المسلمين مع اليهود، ولم نقرأ فيها ما يشير إلى منابذة قينقاع للنبي بنقضه للعهود، كما حدث في الوقائع التالية مع قبيلتي النضير وقريظة، وهو ما يشير إلى أنه حتى غزوة قينقاع لم تكن هناك عهود ولم تكن صحيفة المعاقل قد وجدت بعد.
وإن هذا الاختلاف والتناقض يدفع الباحث إلى محاولة جديدة للتزمين الأوفق لصحيفة المعاقل، حيث نعتقد أن تلك الصحيفة قد كتبت ضمن مجموعة الإجراءات الحاسمة مع تراجعات محسوبة، والتي تمت بعد هزيمة المسلمين في أحد.
معلوم أن هزيمة أحد هزت معنويات المسلمين بعنف حتى نادى المهاجرون بالعودة إلى قريش ونفض أيديهم من الموضوع كله. (البيهقي، الدلائل، ج3، ص21) بينما قال صحابة آخرون من الأنصار اليثاربة:
لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا (آل عمران: 154) وهو ما يعني إنكارهم الوحي والدين معا. لكن أحد لم تقض على مخزون السلاح البدري الذي تم استخدامه في حملة المسلمين الأولى على اليهود (قينقاع) وانتهت بمزيد من قوة المسلمين بعد استيلائهم على ممتلكات قينقاع، ثم في حملتهم الثانية على اليهود، وكانت على بني النضير، وتؤكد كتبنا «أنها قد حدثت بعد وقعة سبقتها هي وقعة بئر معونة» (ابن كثير، البداية، ج4، ص76)، ونحن نعلم من الكتب ذاتها أن بئر معونة قد وقعت بعد أحد بزمن، وبعد غزوة أخرى أسبق هي وقعة الرجيع التي وقتها الواقدي في صفر سنة أربع للهجرة. ونعلم أيضا أن بني النضير قد نابذوا النبي في تلك الوقعة بنقضه للعهود والمواثيق؛ مما يشير إلى أن صحيفة المعاقل كانت قد عقدت قبل غزوة النضير المشهورة، حتى نفهم منابذتهم له بنقض العهود، وأنها نمت في الزمن الواقع بين غزوتي أحد والنضير، وهو ما يمكن الكشف عنه في قراءة البيهقي للحكاية إذ يقول: «اجتمعت بنو النضير بالغدر، فأرسلوا إلى النبي
صلى الله عليه وسلم
أن اخرج إلينا في ثلاثين من أصحابك، وليخرج منا ثلاثون حبرا، حتى نلتقي بمكان المنصف فيسمعوا منك، فإن صدقوا وآمنوا بك آمنا بك، فلما كان الغد غدا عليهم رسول الله بالكتائب فحصرهم فقال لهم: إنكم والله لا تأمنون عندي إلا بعهد تعاهدوني عليه، فأبوا أن يعطوه عهدا، فقاتلهم يومهم هذا، فعاهدوه، ثم غدا على بني قريظة بالكتائب ودعاهم إلى أن يعاهدوه، فعاهدوه فانصرف عنهم» (دلائل النبوة، ج3، ص179).
ومن الخبر نفهم أن يهود النضير أرادت وضع حد لمشكلة علاقتهم بالمسلمين، إما بالدخول في الإسلام بعد جدل وحوار يثبت فيه الإسلام جدارته عن اليهودية بالدليل والبرهان، أو بعدم الدخول فيه إذا لم يقتنعوا به مع إيجاد صيغة سلامية للتعايش وتهدئة للموقف المتوتر بعد قطع الرءوس من أشراف اليهود. وأن يتم ذلك بالجدل والحوار والمناظرة، لكن النبي رأى أن يتعامل معهم بمنطق آخر فجرد عليهم الكتائب حتى نزلت النضير على عهد مكتوب، ثم رضيت قريظة بالعهد دون قتال، ولا نعلم عهودا تمت مع اليهود سوى صحيفة المعاقل.
وعليه فإن المعاقل قد تمت فيما نذهب إليه (عن محاولة اجتهادية لا قطعية)، ضمن سلسلة الإجراءات السريعة الحاسمة، لإصلاح ما أفسدت أحد وعلاج آثارها لرفع روح المسلمين المعنوية، وبداية اهتمام واضح بالجبهة الداخلية لتأمينها أولا قبل معارك الغزو، وضمن هذا التأمين قدم النبي تنازلا تراجعيا وضح في النص: «لليهود دينهم وللمسلمين دينهم» (مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي، 1985م، ص61).
لكن ما حققته الصحيفة من إيجابيات هو أنها حولت المسلمين من لاجئين إلى مواطنين على ذات درجة أهل يثرب، ثم إعادة الأمر كله إلى سيد المدينة الجديد الذي غدا بلا منافس يعد قطع رءوس سراة القوم وسادتهم، ولعل في تعليق الرسول
Halaman tidak diketahui