Insights into Islamic Culture
لمحات في الثقافة الإسلامية
Penerbit
مؤسسة الرسالة
Edisi
الخامسة عشرة ١٤٢٥ هـ
Tahun Penerbitan
٢٠٠٤ م
Genre-genre
ومحكمة السماء من فوقنا، ولكل واحدة منها أمانة في أعناقنا.. وقد اشتق هذه الفكرة من تفسير قوله تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ ١.
فقد جمعت هذه الآية الكريمة في هذه الكلمات القليلة أنواع السلطات القضائية التي ستتولى محاسبتنا: ﴿لا تَخُونُوا اللَّهَ﴾ هذه هي المسئولية الدينية. و﴿الرَّسُولَ﴾ هذه هي المسئولية أمام الناس ﴿وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ﴾ هذه هي المسئولية الأخلاقية أمام الضمير. وإليكم نصًّا قرآنيًا يؤكد هذا المعنى ويزيده تفصيلًا، ذلك هو قوله تعالى: ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ ٢.
﴿فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ﴾: هذه هي المحكمة الإلهية.
﴿وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾: هذه هي المحكمة الإنسانية.
﴿فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾: هذه هي محكمة الضمير، نمر أمامها يوم القيامة قبل أن نعرض على المحكمة الإلهية:
﴿وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا، اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا﴾ ٣.
١ الأنفال: "٢٧".
٢ التوبة: "١٠٥".
٣ الإسراء: "١٣-١٤".
1 / 258