تأليف
سلامة موسى
مقدمة
بقلم سلامة موسى
هذا الكتاب هو مزيج من العلم والفلسفة.
ونعني بكلمة العلم هنا أن الكتاب يحوي معارف جديدة عن تطور الأحياء، وهي معارف إن لم تكن يقينا كاملا فهي تقاربه.
ونعني بكلمة الفلسفة أننا حاولنا أن نتعمق هذه المعارف؛ كي نصل منها إلى تعيين الأسلوب وفهم الدلالة وتحديد الهدف في التطور.
ومجهودنا هنا أقرب إلى البصيرة والرؤيا منه إلى التحقيق العلمي والرؤية، ولا بد من البصيرة حتى للمفكر العلمي.
ولسنا نقصد من التأليف عن التطور أن يعرف جمهور القراء حقائق هذه النظرية فحسب؛ لأننا إنما نتوسل بهذه النظرية إلى أن نعمم مزاجا ذهنيا، واتجاها نفسيا، وخطة اجتماعية، نحو التغير؛ أي: نحو التطور في الشعب وفي الفرد أيضا.
وليست الحياة شيئا شاذا في المادة تستحق عقائد معينة، فإن الظواهر العديدة في هذه الكون، وليس في هذه الدنيا وحدها، تدل على أن المادة في تغير؛ أي: تطور دائم لا ينقطع، ويمكن أن نسمي حركة الذرة والجزيء، وحركات الكواكب والنجوم؛ أنواعا من الحياة.
Halaman tidak diketahui