أن الأحياء؛ نباتا وحيوانا، تكثر بالتناسل بحيث لا تجد الغذاء الكافي لها جميعا، وعندئذ: (2)
يحدث «تنازع البقاء»؛ أي: أن الحي ينازع الحي الآخر على الطعام، والبقاء للغالب الذي يقتل غريمه، وهو يغلبه لأنه قد حصل على: (3)
ميزات وراثية على غريمه هيأت له النصر، ولكننا لا نعرف كيف نشأت هذه الميزات. (4)
هذه الميزات تتوارث، وعندئذ تتغير الأعقاب عن الأسلاف. (5)
التغير ينشأ بسيطا كما نرى في السلالات التي أحدثناها نحن في الكلاب مثلا؛ إذ إن عندنا منها 185 سلالة. (6)
إذا طال الزمن صارت السلالات أنواعا مستقلة حتى إنه لا يخصب بينها التلافح.
وأوجد داروين عبارة «تنازع البقاء»، وأوجد هربرت سبنسر كلمة «التطور»، وكلتاهما كانت أداة أو خميرة مخصبة للتفكير في القرن التاسع عشر وبداية هذا القرن، ونحن نعزو نظرية التطور إلى داروين؛ لأنه علل النظرية بتعليلات عديدة كثير منها مقنع.
ولكننا ما زلنا إلى الآن في مشكلة داروين ولامارك، وهي: هل التطور يحدث بتأثير البيئة التي تعلم الحيوان عادات كما يقول لامارك أم بعناصر وراثية نجهلها تحدث «تنازع البقاء» بين الأحياء التي ورثتها كما يقول داروين؟
الذي أعتقده أن التطور يحدث بتأثير البيئة، وأعنى بالبيئة هذا المناخ والغذاء وأسلوب العيش والأمراض والأعداء؛ لأن الحي يستجيب لكل هذه الأشياء بأن يتخذ عادات معينة في المقاومة والملائمة والرجوع والاستجابات، ثم تتكرر هذه العادات في أبنائه وأحفاده من الأجيال القادمة حتى تثبت وتصير وراثية لها أعضاء معينة تعين الوظائف. •••
وقد تأخرت فكرة التطور في الشرق والغرب معا بسبب الأديان التي نصت على قصة آدم وحواء كأنها الأصل الوحيد لظهور الإنسان، وأن من يقول بغير ذلك يعد كافرا.
Halaman tidak diketahui