Insan, Haiwan dan Mesin: Penetapan Semula Berterusan tentang Sifat Manusia

Mishil Nashat Shafiq Hanna d. 1450 AH
46

Insan, Haiwan dan Mesin: Penetapan Semula Berterusan tentang Sifat Manusia

الإنسان والحيوان والآلة: إعادة تعريف مستمرة للطبيعة الإنسانية

Genre-genre

كان المفهوم الذي ذكره ديكارت في القرن السابع عشر في كتابه «ماهية الإنسان» قريبا جدا من المفاهيم المائية والهوائية القديمة؛ حيث يقود جهاز غريب من القنوات والصمامات الروح الحيوانية - أي النفحة - حتى تصل إلى العضلات التي تنتفخ كالبالون، وذلك عبر حرارة نارية داخلية دون أي ضوء داخل الجسم. وابتعد الفيلسوف الفرنسي قليلا عن الأطباء اليونانيين؛ فاقترح اعتبار الآلية الإنسانية جهازا آليا لا يحتاج إلى أي قوة خارجية ليعمل. أما الروح التي اهتم ديكارت بفصلها عن الجسم فهي لا تلعب بصفة خاصة أي دور مباشر في عمل هذه الآلة (انظر الفصل التاسع عشر). ثم حلت الساعة الحديثة بصورة نهائية محل الساعة المائية القديمة وأصبح جسمنا إذن آلة تشبه مباشرة العجائب التي يستطيع إنتاجها صانعو الساعات الأوائل.

سعى ميكانيكيو عصر النهضة منذ بداية القرن الثامن عشر إلى إعادة إنتاج الآلة الإنسانية في شكل جهاز يستطيع أي شخص أن يلاحظه ويفهمه، مستلهمين في ذلك من هذه الرؤية الآلية للإنسان المصنوع من أسطوانات وصمامات ومحركات. فهكذا بعد أن تناول جاك دي فوكونسن موضوع التنفس مع آلته العازفة للفلوت، وموضوع الهضم مع بطته، جرب الكاوتشوك المستورد حديثا من أمريكا الجنوبية لتصميم «آلات متحركة» وفسر عبر هذا المثال جريان السوائل في الجسم.

رفض العديد من الكتاب، ومن بينهم الطبيب لاميتري، ازدواجية ديكارت غير المجدية واقترحوا نهجا أكثر مادية. ففي المقابل كان كتاب لاميتري «الإنسان-الآلة» يبرز خاصة ما يميز الأنسجة الإنسانية ويبرز أيضا لامركزية عمل الجسم وخصائص أخرى لا تتفق والاستعارات الآلية المستخدمة في ذلك الوقت، مع الحرص على تشبيه التعقيد البيولوجي بآلات القرن الثامن عشر. إلا أن هذا الكتاب سيحرق وسيجبر لاميتري على النفي، ومع ذلك فهو بلا شك أحد الذين أثبتوا التشابه الكبير بين الإنسان والحيوان من جهة، ومن جهة أخرى التعقيد الغريب للآليات البيولوجية التي يصعب تفسيرها في ظل معارف هذا المهندس في القرن الثامن عشر. (2-3) الإنسان جهاز كهربائي

على الرغم من رواج استعارة النفحة في النقل العصبي على مدار آلاف السنين فإنها يجب أن تتخلى عن مكانها بسبب ظهور تقنيات جديدة. فيوضح بوفون على سبيل المثال أن العمل الحركي يستخدم أثرا قريبا من الانفجار، وهو ما يشبه ما يحدث في الأسلحة النارية. وتظهر تجارب جالفاني وفولتا أن العضلات تتقلص بالتلامس مع تيار كهربائي، وتقترح هذه التجارب أيضا أن ثمة مجالا واعدا لتفسير الآثار العصبية، ألا وهو مجال الكهرباء. وفي القرن التالي عندما أيد كل من هلمهولتس وإميل دوبوا ريمون الفرضية القائلة إن الآثار العصبية هي ظواهر كهربية، أصبحت الاستعارة المائية والهوائية بالية. وفي عشرينيات القرن الماضي أثبت اللورد إدجار دوجلاس أدريان وجود «حركات كامنة» ورموز تتردد للنقل بين الخلايا العصبية؛ فأصبحت الكهرباء، وليست النفحة، هي الآلية الأساسية للحياة.

وعلى غرار كل تقنية جديدة، امتدت الاستعارة إلى حدودها القصوى. ففي عصر النموذج المائي كانت كل الأمراض تشخص على أنها مشاكل في جريان السوائل أو توزيعها؛ فكان الطبيب بمنزلة سباك. وفي عصر الكهرباء كان الطبيب يعالج المرضى عن طريق تيارات طبيعية أو اصطناعية؛ فكان بمنزلة الكهربائي. ولكن مع تطور التقنيات لا يتوقف التاريخ عند هذا الحد. (2-4) الإنسان كمبيوتر رقمي

في منتصف القرن العشرين أعلن اختراع الكمبيوتر عن ثورة آلية ثالثة. فبعد بضعة أعوام في كامبريدج أدخل اكتشاف واتسون وكريك لبنية الحمض النووي مفهوم البرنامج الشامل «المشفر» وفقا لترتيب الجزيئات . ويحتوي هذا البرنامج على المعلومات التي تسمح ببناء الجسم في مجمله. وتسود هذه الاستعارة المعلوماتية حاليا معظم علم الأحياء الجزيئي ودراسة تكوين الأجنة. ومع فك رموز الجينوم يعتقد البعض أنه يمكننا التنبؤ ليس فقط بالتطور التشريحي لشخص ما ولكن تطور نفسيته أيضا.

ولقد حول الكمبيوتر أيضا طريقة فهمنا لعمل العقل البشري (انظر الفصل الثالث). وازدهرت نماذج جديدة تدخل فيها معطيات وتخرج معطيات أخرى وتظهر فيها علب سوداء متداخلة. وغالبا ما توصف الذاكرة بقاعدة بيانات واسعة، وتقارن العديد من الأبحاث بين قدرات العقل على التخزين وقدرات نظيره الاصطناعي. وتستمر الاستعارة في نجاح لدرجة أننا نعتقد في النهاية أن الأمرين شيء واحد.

وهكذا على مر القرون رأى الإنسان نفسه على التوالي آلة مائية هوائية ثم ذاتية الحركة ثم كهربائية واليوم آلة رقمية. ويعطي كل اختراع جديد رؤية جديدة عن الكائن الحي دون أن تكون رؤية مرضية بصورة كاملة. فيبقى دائما «شيء» يبدو أنه من الصعب اختزاله في آلية، ويرى الكثيرون أن هذا «الشيء» الذي لا نراه إلا بالتفرقة هو ما يميز الإنسان عن سائر المخلوقات.

الفصل الرابع عشر

الحقوق

Halaman tidak diketahui