ثم إنهم سلكوا مسلك سلفهم، كالحسن والحسين، ومحمد بن علي ابن أبي طالب ابن الحنفية وبني هاشم كلهم في ذلك الوقت، وسلمان الفارسي، وأبي ذر، والمقداد بن الأسود الكندي، وعمار بن ياسر، وخزيمة بن ثابت، وحذيفة، وأبين بن كعب، وأبى سعيد الخدري، وعبد الله بن مسعود، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وقنبر مولى عليعليلا، وزاذان أبي عمر الفارسي، وسعد مولى علىعلثالا وميمون بن مهران، وسلمة بن كهيل، وعامر بن وائلة الكنانى، وعبد الله ابن شداد، وعباية بن ربعي، وعبد الله بن حبيب السلميي، وزيد وصعصعة ابني صوحان، وحجر بن عدي، وكميل بن زياد النخعي، وأبي بردة الأزدي، وكل هؤلاء وأمثالهم أخذوا عن على للا ورووا عنه وصحبوه، وكثير منهم روى عن النبي وصحبه، وكثير منهم أيضا رووا عن الحسن والحسين، وعن محمد بن علي بن أبي طالب، وعن ابن عباس.
وهؤلاء وأمثالهم هم السلف الأول للإمامية الاثنى عشرية، وعنهم أخذوا وروواكما قد رأيت طبقة بعد طبقة، وجيلا بعد جيل، وقرنا بعد قرن.
وهذا بحمد الله وعونه وتوفيقه أمر لا مطعن فيه البتة بوجه أصلا، إلا بتكذيب الامامية في ما رووه وأسندوه عن هؤلاء وأمثالهم، ولما لم يجد المخالفون للامامية على هذا مطعنا ولا اعتراضا، اضطرهم الحال إلى تكذيب الامامية في ما رووه وأسندوه عن هؤلاء وأمثالهم.
وقد علمت آن تكذيب الخصم في ما نقله خصمه ورواه عن رجاله الثقات عنده ليس بشيء، فإن الخصم يمكنه أن يقول لخصمه مثل ذلك حرفا بحرف، ولا يفيد تصحيح الحق وتحقيقه وتبطيل الباطل وتمزيقه، إلا بالدلائل
Halaman 101