الموسوم ب(كتاب الأربعين)، فقال: "إن هذا السؤال كما هو لازم علينا، فهو أيضا لازم على المعتزلة"(1) .
والسؤال هو: إن الله سبحانه إذا كان خالق للكفر والفسق والضلال في القلب، فخلق ما يوهم ذلك ليس أبعد منه.
فهذا اعتراف منه بأنه لازم عليه وعلى أصحابه، وادعى أن ذلك أيضأ لازم لمعتزلة كما هو لازم عليهم، وتلك الدعوى منه ليست صحيحة أصلا!
وقال قبل ذلك في مسألة خلق الأعمال: "وأما المعتزلة فكلامهم في هذا الباب في غاية البسط، إلا أنه يرجع الكل إلى حرف واحد، وهو: أنه لولا استقلال العبد بالفعل لكان الأمر والنهي والمدح والثواب والذم والعقاب باطلا.
قال: والجواب، أن هذا لازم عليكم أيضا من ستة وجوه".
ثم ذكرها وليس منها شيء يدل على ما قال وادعى!
ثم قال عقيبها: "فثبت بهذه الوجوه الستة أن تكليف ما لا يطاق لازم على الكل" ثم قال: "فإن قيل: هب إن هذا الإشكال لازم على الكل، فما الحيلة لنا ولهم في دفعه؟
قلنا: الحيلة، ترك الحيلة، والاعتراف بأنه يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد"(2).
Halaman 62