ومنهم من يرى ويعتقد أنه - تعالى عن ذلك - متكلم بالحرف والصوت، وقد اختار ذلك ابن تيمية وأصحابه، إلا أنه قال: إن الصوت غير معين.
واتفق الجميع منهم على أن العقل لا يعلم قبح شيء ولا حسنه، ولا يعلم وجوب شيء البتة، ولا يحكم بشيء من ذلك، بل العالم بذلك والحاكم به إنما هو الشرع.
وحكموا أن الأنبياء الذين أرسلهم الله لم يكونوا معصومين قبل النبوة والرسالة، وإنما وجبت عصمتهم بعد الرسالة.
م منهم من يوجبها من الكبائر حسب دون الصغائر، ومنهم من يوجبها في التبليغ عن الله حسب دون ما سواه من آفعالهم، ومنهم من يجوز السهو والغلط مطلقا، لكنهم حكموا بأنهم لا يقرون على سهوهم وغلطهم في التبليغ، بل ينبهون عليه.
وجوزوا في عقولهم أن الله قد يصدق الكذاب ويظهر المعجز على يده، فلزمهم من هذا التجويز أن الله - تعالى عن ذلك - يجوز أن يبعث نبيا يدعو إلى الكفر والضلال، وشرب الخمور والزنا، وقتل النفوس والأوصياء والأبدال، وقد قالت فرقة منهم بهذا المقال!
واتفقوا على أن النبي لم ينص على أحد بالامامة بعده نصا صريحا جليا، بل أكثرهم يصرح أنه مات من غير وصية في ذلك، لا جلية ولا خفية. واتفقوا على وجوب طاعة ولاة الجور والظلم والركون إليهم، ووجوب امتثال أوامرهم، والسعي في حوائجهم، والتردد لاعانتهم (ونصرتهم، والقتال
Halaman 57