Keadilan dalam Membela Orang yang Benar dari Orang yang Berlebihan
الانصاف في الانتصاف لأهل الحقق من أهل الاسراف
Genre-genre
وأما ثالثا: فنقول: لا شك أن الانتفاع بولاية من ولاه الله ورسوله أكمل، والمصلحة في ولايته أتم إجماعا إذا أطيع، وإذا عصي واستبذ غيره بسلطانه الذي آتاه الله، ثم أنفذ هذا المستبد الأمور على حسب ماكان ينفذها هو أودون ذلك، فمن أين لك أن ذلك ليس حاصلا من المستبد ببركة المتولى عن الله عزوجل وعن رسوله، وتمام تدبيره وحسن صبره عليهم؟
والله، ما يتخالجنا شك في أن ذلك لم يحصل إلا ببركته مالا وحسن صبره وتمام تدبيره: ولو دخلوا في طاعته لئلا ابتداء كلهم ولم يستبد أحد منهم بسلطانه الذي تاه الله، لكان انتظام الأمر به ليلاأكمل، وفعل المصالح به لليلاأتم، وإذا لم يدخلوا في طاعته بل استبدوا بالأمر دونه، فقد ثبتت عليهم الحجة لله ولرسوله لئلا يقولوا: ما ولينا على أنفسنا واليا، واخترنا لنا إماما، ونصبنا لنا خليفة، إلا لما لم تول علينا يا ربنا أحدا، ولو وليت علينا أحدا لأطعناه وامتثلنا أمرك فيه وأمره فينا، فلو كان الله عز وجل ورسوله لم يوليا أحدا، لكانت الحجة للناس على الله وعلى رسوله ويتعالى الله عن ذلك علوأ كبيرا. وهذاكقوله تعالى: (ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أسلت إلينا رسولا"(1)، وقوله تعالى: وما نرسل المرسلين إلا: (ميشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بغد الرسل"(2).
ومتى قيل: إن الله ولى واليأ ونصب إمامأ وأقام خليفة، فقد لزمت الحجة له
Halaman 315