84

Insaf Fi Haqiqat Awliya

الإنصاف في حقيقة الأولياء ومالهم من الكرامات والألطاف

Penyiasat

عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر

Penerbit

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة النبوية

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٢١هـ

Lokasi Penerbit

المملكة العربية السعودية

دونه، فالشفاعة التي أبطلها شفاعة الشريك، والشفاعة التي أثبتها شفاعة العبد المأمور الذي لا يشفع ولا يتقدم بين يدي مالكه حتى يأذن له ويقول: اشفع في فلان إذا كان المشفوع له ممن ارتضاه سبحانه لقوله ﴿وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى﴾ ١ وقال ﴿يَوْمَئذ لاَّ تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا﴾ ٢ فأخبر تعالى أنَّها لا تحصل يؤمئذ شفاعة تنفع إلا بعد رضاه قول المشفوع له وإذنه للشافع فيه، وسر هذا كلِّه أنَّ الأمر كلَّه بيده وحده فليس لأحد معه من الأمر شئ، وأعلى الخلق وأفضلهم وأكرمهم عنده هم الرسل والملائكة المقربون وهم عبيدٌ لا يسبقونه بالقول ولا يتقدمون بين يديه ولا يفعلون شيئًا إلا بعد إذنه وأمره. وأما قياس رب العالمين على الكبراء حيث يتخذ الرجل من خواصه وأوليائه من يشفع عنده في الحوائج فهذا قياسٌ فاسدٌ والفرق بينهما هو الفرق بين الخلق والخالق والرب والعبد والمالك والمملوك والغني والفقير والذي لا حاجة له إلى أحد قط، والمحتاج من كلِّ وجه إلى غيره"٣، فأيُّ قياس أبطل في الوجود من هذا القياس مع مخالفته للنصوص القرآنية والسنة الإلهية والطريقة الإيمانية.

١ سورة الأنبياء، الآية ٢٨. ٢ سورة طه، الآية ١٠٩. في الأصل (يوم لا تنفع ...) وهو خطأ. ٣ إغاثة اللهفان لابن القيّم (١/٢٣٧٢٣٩)، وفي النقل حذف في عدة مواطن، وتصرف يسير، وقد أضفت من الإغاثة إلى النقل ما يلزم إضافته، وجعلته بين معكوفتين.

1 / 116