ورفع الأكف إليك فهذا حق لله على السائلين أن يفعلوه لقوله ادعوني، فقد [١١٢] أمر بالدعاء فصار حقًا له، فالإضافة في حق السائلين إضافة إلى المفعول؛ أي: بحقك على السائلين، ثم حذف حرف الجر بعد حذف فاعل المصدر وأضيف إلى مفعوله وهذا الأخير أقوى.
فإن قلتَ: قد أخرج الطبراني في المعجم الصغير والحاكم وأبو نعيم والبيهقي [كلاهما] ١ في الدلائل وابن عساكر عن عمر بن الخطاب ﵁ قال: قال رسول الله ﵌: "لما أذنب آدم الذنب الذي أذنبه رفع رأسه إلى العرش فقال: أسألك بحق محمد إلا غفرت لي، فأوحى الله إليه ومن محمد؟ فقال: تبارك اسمك لما خلقتني رفعتُ رأسي إلى عرشك فإذا فيه مكتوبٌ لا إله إلا الله محمد رسول الله، فعلمت أن ليس أحدٌ أعظم عندك قدرًا ممن جعلت اسمه مع اسمك، فأوحى الله: يا آدم إنَّه آخر النبيين من ذريتك ولولاه ما خلقتك" ٢.
قلتُ: بعد صحة الحديث فيختص هذا بمحمد ﵌ وحده، ولكني لا أدري كيف صحته، ولعله الذي توقف فيه ابن
_________
١ زيادة من الدر المنثور.
٢ رواه الطبراني في الصغير (ص:١٨٢) والحاكم (٢/٦١٥) والبيهقي في الدلائل (٥/٤٨٩) وأورده السيوطي في الدر المنثور (١/١٤٢) وعزاه إلى الطبراني في الصغير والحاكم وأبي نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل، وابن عساكر في تاريخه، وفي إسناده عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، قال البيهقي في الدلائل: "تفرد به عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وهو ضعيف"، قال شيخ الإسلام: "عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف باتفاقهم يغلط كثيرًا، ضعَّفه أحمد بن حنبل وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي والدارقطني وغيرهم، وقال أبو حاتم بن حبان: كان يقلب الأخبار وهو لا يعلم حتى كثر ذلك من روايته من رفع المراسيل وإسناد الموقوف فاستحق الترك". التوسل والوسيلة (ص: ١٦٧)، وتعقب الذهبي تصحيح الحاكم له بقوله: "بل هو موضوع، وعبد الرحمن واهٍ".
1 / 96