قوله: "والشهداء أيضًا أحياءٌ عند ربهم شوهدوا نهارًا وجهارًا يجاهدون الكفار".
أقول: يكذب هذه الدعوى ما أخرجه الحاكم وصححه عن جابر ﵁ أنَّه قال له رسول الله ﵌: "يا جابر إنَّ الله أحيا أباك وكلمه كفاحًا، قال: ألا تمنى؟ قال: أتمنى أن ترد روحي وتنشئ خلقي كما كان وترجعني إلى نبيك فأقاتل، فأقتل في سبيل الله مرة أخرى، قال إنِّي قضيت أنَّهم إليها لا يرجعون" ١.
وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وهنَّاد وعبد بن حميد ومسلم والترمذي وابن ماجه [٦٠٩] وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والبيهقي في الدلائل عن مسروق قال: "سألنا عبد الله ابن مسعود عن هذه الآية ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ ...﴾ ٢ الآية. وفيه: أنَّه تعالى اطلع على الشهداء اطلاعة فقال: هل تشتهون شيئًا؟ قالوا: أيُّ شيء نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث نشاء،
_________
١ مستدرك الحاكم (٢/١٢٠)، وفي إسناده أبو حماد المفضل بن صدقة، نقل الذهبي في تلخيص: المستدرك عن النسائي أنَّه قال: "متروك"، والحديث رواه ابن ماجه (١/٦٨) وابن أبي عاصم في السنة (١/٢٦٧) من طريق موسى بن إبراهيم بن كثير، قال: سمعت طلحة بن خراش قال: سمعت جابر بن عبد الله، وذكره بلفظ قريب من هذا. قال الألباني: "إسناده حسن، رجاله صدوقون على ضعفٍ في موسى بن إبراهيم بن كثير".
وله طريق أخرى في السنة لابن أبي عاصم: عن صدقة أبي معاوية عن عياض بن عبد الله عن جابر. قال الألباني: "حديث صحيح وإسناده ضعيف، رجاله ثقات غير صدقة، وهو ابن عبد الله السمين أبو معاوية، وهو ضعيف كما في التقريب، لكنَّ الحديث صحيح يشهد له ما قبله".
٢ سورة آل عمران، الآية ١٦٩.
1 / 84