سهام العوام فصار العلماء لهم أتباعًا ولأقوالهم أشياعًا يؤلفون ترويجًا لما يروونه من الكذبات وينحلون١ لهم في التصانيف بوارد الدلالات كما قدمناه عن "تطورات الولي"٢ وكهذه الرسالة التي نحن الآن بصدد الرد على ما فيها وكم وكم ولا إله إلا الله ما أشدَّ ضرر العالم المعروف بين الأنام إذا روج لهم الأباطيل وزخرف لهم باطل الأقاويل ويحاول إجراءها على سنن السنة وتنزيلها التنزيل٣ فيصدق الكذب المحال عقلًا وشرعًا ويؤلف في صحتها ليكون لمن يأتي بعده أصلًا متبعًا، فإذا أراد العالم بالكتاب والسنة أن يبين بطلان تلك الأساطير صدمه الجاهل ورد عليه بقوله: قد قال بصحة هذا السيوطي وابن حجر الهيتمي وفلان الرملي٤ وفلان وفلان. فأين يقع من هؤلاء الأعيان وقد يسخر٥ به العوام ويقولون أنكر كرامات الصالحين الأعلام ولله الكلمةُ العَلَوِيَّة "اعرف الحق تعرف أهله" لكن أين مَنْ يتأهل للخطاب ويسمع ويعقل٦، إن هم إلا كالدواب.
قوله: "ولا ينقطع" أي: تصرفهم وكراماتهم بالموت. لم يعلل هذه الدعوى إلابأن مرجع الكرامة إلى قدرة الله تعالى، وأنَّه لا يمتنع شيء على قدرته وإرادته".
_________
١ في (ب): "ويتخيلون".
٢ للسيوطي، وقد تقدمت (ص:٦٣) .
٣ في (ب): "وينزلها على التنزيل".
٤ هو شهاب الدين أبو العباس أحمد بن حسين بن أرسلان الرملي المقدسي الشافعي الصوفي، ولد برملة فلسطين توفي سنة ٨٤٤هـ. شذرات الذهب لابن العماد (٧/٢٤٨٢٥٠) .
٥ في (أ): "سخر".
٦ في (أ): "أو يعقل".
1 / 70