فرأيته يتعين إبانةُ الصواب، وبيان حقيقة ما افتراه من الأوتاد والأنجاب والأقطاب، وما خالف فيه بهذه البدعة من أدلة السنة والكتاب، أرجو ببيان ذلك الإثابةَ من الرب الوهاب، والهداية لمن هو من أولي الألباب، وأمَّا من غلب عليه الابتداع، وخالف طريقة من هم للكتاب والسنة أتباع، فإنَّه يسد عمَّا نلقيه الأسماع، والواجب علينا١ هو البلاغ المبين، وأمَّا الهداية والتوفيق فمن رب العالمين.
فنقول:
قوله: "نعم أولياء الله، وهم العارفون به حسبما يمكن، المواظبون على الطاعات، والمعرضون عن الانهماك في اللذات والشهوات".
أقول: هذا رسم٢ لحقيقة٣ الأولياء، وهذا اللفظ نقله من شرح المحلي على جمع الجوامع٤، إلا أنَّه فاته٥ قوله: "المجتنبون للمعاصي" وهو قيد لا بد منه اتفاقًا، فكأنَّه وقع من سقط القلم.
والانهماك يقال: همكه في الأمر فانهمك لَجَّجَهُ فلج، كما في القاموس٦، وفسر اللجاجة بالخصومة٧. ولا يظهر مناسبتها لما هنا، وهي عبارة المحلي.
_________
١ في (ب) " عليها " وهو تصحيف.
٢ الرسم: في علم المنطق هو: تعريف الشيء بخصائصه. انظر: المعجم الوسيط (١/٣٤٥) .
٣ في (أ) " بحقيقة ".
٤ جمع الجوامع في أصول الفقه وهو من تأليف عبد الوهاب بن علي ابن السبكي المتوفى سنة ٧٧١هـ، وله شروحات كثيرة منها: الشرح المذكور لجلال الدين محمد بن أحمد المحلي الشافعي المتوفى سنة ٨٦٤ هـ. وانظر: جمع الجوامع مع شرحه للمحلي (٢/٤٢٠) .
٥ في (أ) " إلا أنَّه حذف منه ".
٦ القاموس المحيط (ص:١٢٣٧) .
٧ القاموس المحيط (ص:٢٦١) .
1 / 42