الإنصاف في حقيقة الأولياء ومالهم من الكرامات والألطاف
تأليف: محمد بن إسماعيل الصنعاني
تحقيق: عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، صلَّى الله وسلَّم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فإنَّ من أصول أهل السنة والجماعة الإيمانَ بكرامات الأولياء وإثباتَها والتصديقَ بها واعتقادَ أنَّها حق، وذلك "باتفاق أئمة أهل الإسلام والسنة والجماعة، وقد دلَّ عليها القرآن في غير موضع، والأحاديث الصحيحة، والآثار المتواترة عن الصحابة والتابعين وغيرهم"١
ولذا أودع أهل السنة والجماعة ﵏ هذا الأصل العظيم في كتب المعتقد؛ ليُدرس ويُتعلم في ضمن أصول أهل السنة، بل إنَّ من الأئمة من أفرده بالتصنيف كأبي بكر الخلال وابن الأعرابي وابن أبي الدنيا واللالكائي وغيرهم.
وقد انقسم الناس في هذا الأصل إلى أقسام ثلاثة طرفين ووسط٢:
_________
١ مختصر الفتاوى المصرية (ص:٦٠٠) .
٢ ولِي في هذا رسالة بعنوان "كرامات الأولياء بين الغلو والجفاء" يسر اللَّه إكمالها ونشرها.
1 / 5