Insaf Fi Bayan Asbab Al-Ikhtilaf

Shah Waliullah Dehlawi d. 1176 AH
76

Insaf Fi Bayan Asbab Al-Ikhtilaf

الإنصاف في بيان أسباب الاختلاف

Penyiasat

عبد الفتاح أبو غدة

Penerbit

دار النفائس

Nombor Edisi

الثانية

Tahun Penerbitan

١٤٠٤

Lokasi Penerbit

بيروت

فَأصْبح الْفُقَهَاء بعد أَن كَانُوا مطلوبين طَالِبين وَبعد أَن كَانُوا أعزة بِالْإِعْرَاضِ عَن السلاطين أَذِلَّة بالإقبال عَلَيْهِم إِلَّا من وَفقه الله وَقد كَانَ من قبلهم قد صنف نَاس فِي علم الْكَلَام وَأَكْثرُوا القال والقيل والإيراد وَالْجَوَاب وتمهيد طرق الجدل فَوَقع ذَلِك مِنْهُم بموقع من قبل أَن كَانَ من الصُّدُور والملوك من مَالَتْ نَفسه إِلَى المناظرة فِي الْفِقْه وَبَيَان الأولى من مَذْهَب الشَّافِعِي وَأبي حنيفَة رحمهمَا الله فَترك النَّاس الْكَلَام وفنون الْعلم وَأَقْبلُوا على الْمسَائِل الخلافية بَين الشَّافِعِي وَأبي حنيفَة رحمهمَا الله على الْخُصُوص وتساهلوا فِي الْخلاف مَعَ مَالك وسُفْيَان وَأحمد بن حَنْبَل وَغَيرهم وَزَعَمُوا أَن غرضهم استنباط دقائق الشَّرْع وَتَقْرِير علل الْمذَاهب وتمهيد أصُول الفتاوي وَأَكْثرُوا فِيهَا التصانيف والاستنباطات ورتبوا فِيهَا أَنْوَاع المجادلات والتصنيفات وهم مستمرون عَلَيْهِ إِلَى الْآن ولسنا نَدْرِي مَا الَّذِي قدر الله تَعَالَى أَي أزلا فِيمَا بعْدهَا من الْأَعْصَار انْتهى حَاصله وَاعْلَم أَنِّي وجدت أَكْثَرهم يَزْعمُونَ أَن بِنَاء الْخلاف بَين أبي حنيفَة وَالشَّافِعِيّ رحمهمَا الله على هَذِه الْأُصُول الْمَذْكُورَة فِي كتاب الْبَزْدَوِيّ وَنَحْوه وَإِنَّمَا الْحق أَن أكثرهما أصُول مخرجة على قَوْلهم وَعِنْدِي أَن الْمَسْأَلَة القائلة بِأَن الْخَاص مُبين وَلَا يلْحقهُ

1 / 88