فقال: «إذن، قد علم سيدي أن هذا الخلل سببه سوء الإدارة؟»
قال: «لا أنكر ذلك، إن الحكومة تحتاج إلى إصلاح، لا شك في ذلك.»
قال: «هذا هو الأمر الذي نحن ساعون فيه.»
فابتسم عزت وقال: «هذا هو وجه الخطأ، نحن متفقون في تشخيص الداء ولكنا مختلفون في وصف الدواء.»
قال: «أشكرك يا سيدي لإطلاق حرية الكلام لي. إني أستغرب أن يكون هناك وجه للاختلاف في العلاج، فما دامت أحوال الدولة مختلة بسبب سوء إدارة الحكومة الحاضرة فإبدالها هو الدواء الوحيد.»
قال: «أظنك تعني أن تقلب الحكومة من نظام الاستبداد إلى الدستور؟»
فقال: «نعم، وهل ثمة طريق آخر؟»
قال: «هذا كلام جميل ولكنه أشبه بالخيال الشعري منه بالرأي السياسي، هل تظن الأمة العثمانية مستعدة للدستور؟» قال: «نعم.»
فسعل عزت باشا وأخذ يمسح فمه بمنديله، ثم قال: «لو كانت مستعدة له ما ضيعته بعد أن نالته. أؤكد لك أن الذات الشاهانية منحت رعاياها الدستور وهي تود من صميم القلب أن يكونوا على استعداد له، ولكن ظهر بعدئذ أنه كان السبب في الخراب. ولولا حكمة مولانا السلطان لما أنقذت الدولة من الاعوجاج الذي ظهر من النواب والانقسامات التي آلت إلى زيادة طمع الدول فينا. إن الشعوب الشرقية على العموم والشعب العثماني على الخصوص لا يصلح للحكم الدستوري.»
فاستأنس رامز بذلك الكلام وقال: «لا أنكر يا سيدي أن الحكم الاستبدادي إذا تولاه رجل عاقل عادل كان أسرع نتيجة في الإصلاح ولكن ...» وسكت مكتفيا بفطنة السامع.
Halaman tidak diketahui