130

Inqilab Uthmani

الانقلاب العثماني

Genre-genre

فتقدم نيازي إلى سعيد وقال: «أظنك جئت لتبليغ الرسالة الجديدة.»

قال: «نعم، ولكن صاحبنا لم يصدقني، وقد أطلعني على رسالة من بعض رجال القصر تقول عكس قولنا.»

فقال نيازي لجرجيس: «اعلم أيها البطل أني من أعضاء هذه الجمعية المقدسة، ولكي أؤكد لك حسن نيتنا في المنشور الذي أتاك به أخونا سعيد بك هات يدك لأصافحك، ولنتحد معا على القوم الظالمين. وبدلا من أن نتقاتل ونحن أبناء وطن واحد نجتمع على مقاتلة المستبدين ونسعى في نيل الدستور.»

فلم يسع جرجيس عند ذلك إلا الإذعان ، ومد يده وصافح نيازي، وأقسما على العمل معا، وأن يكون ذلك سرا مكتوما حتى يأتي وقته. فأشار نيازي إلى رجاله أن يتفرقوا ويستريحوا، فدعاه جرجيس إلى الاستراحة، فتقدم سعيد وقال لنيازي همسا: «ألم يبلغ شعبتكم في رسنة خبر القادين التي فرت من يلدز مع أحد القواد الألبان؟»

قال: «بلى، ومعها شيرين خطيبة صديقي العزيز رامز.»

قال: «تعال فأريك القائد والقادين. أما شيرين فقالا إنهما تركاها في سلانيك.»

ومشى نيازي إلى تلك الخيمة، فدخل سعيد وقدمه إلى الأميرالاي فوزي بك والقادين. فأثنى الأميرالاي على ما شاهده من بسالة نيازي وحميته، وأعجب بما رآه من تفانيهم في سبيل الدستور، إلى أن قال: «الآن تأكدت فوز الأحرار وأن ذلك الطاغية مغلوب على أمره.»

فقال سعيد: «إننا لا ننفك عن الطلب حتى ننال ما نريده أو نموت.»

فقال فوزي بك: «ألا تخبرني كيف عرفتني وقد خرجنا من يلدز ولم يطلع أحد على خبرنا؟»

قال: «نحن هنا في هذه الجبال ونطلع على أخبار عبد الحميد في أبعد قصوره، ونعرف ماذا يأكل أو يشرب.»

Halaman tidak diketahui