الإبداع في مضار الابتداع
الإبداع في مضار الابتداع
Penerbit
دار الاعتصام
Nombor Edisi
الخامسة
Tahun Penerbitan
١٣٧٥ هـ - ١٩٥٦ م
Genre-genre
عليها بالنواجذ (^١) وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة" رواه أبو داود والترمذى وقال: حديث حسن صحيح. فقد أوصانا صلوات الله وسلامه عليه بلزوم سنته وسنة خلفائه الراشدين الذين هم على طريقته وحرض على ذلك بقوله: "عَضُّوا عليها بالنواجذ".
وعن أبى هريرة عن النبي ﵌ آنه قال: "من تمسك بسنتى عند فساد أمتى فله أجر مائة شهيد" (^٢) رواه الطبراني والبيهقي.
وعن عابس بن ربيعة قال: "رأيت عمر بن الخطاب ﵁ يقبل الحجر - يعنى الأسود - ويقول: إنى أعلم أنك حجر لا تنفع ولا تضر، ولولا أنى رأيت رسول الله ﵌ يقيلك ما قبلتك" متفق عليه.
وروى الحاكم عنه ﵌ أنه خطب في حجة الوداع فقال: "إن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم ولكن رضى أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحاقرون من أعمالكم فاحذروا. إنى تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدًا كتاب اللَّه وسنة نبيه".
وعن أنس ﵁ قال: قال لي رسول الله ﵌: "يا بنى إن قدرت أن تصبح وتمسى ليس في قلبك غش لأحد فافعل"، ثم قال: "يا بنى وذلك من سنتى ومن أحب سنتى فقد أحبنى ومن أحبنى كان معى في الجنة" رواه الترمذى وقال: حديث حسن وقال: في الشفاء وشرحه: قال عمر ابن عبد العزيز -رحمه الله تعالى -: "سن الرسول ﵌ وولاة الأمور - يعنى الخلفاء الراشدين - بعده سننًا الأخذ بها تصديق لكتاب الله": أي حيث قال: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ﴾ (^٣)، "واستعمال لطاعة الله": أي في طاعة رسوله لقوله تعالى: ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ﴾ (^٤) وقد قال ﵊: "عليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين من بعدى". "وقوة على الدين": أي على كمال ملته وجمال شريعته. "ليس لأحد تغييرها": بزيادة أو نقصان فيها. "ولا تبديلها": بغيرها ظنًّا أنه أحسن منها. "ولا النظر في رأى من خالفها"، "من
_________
(^١) الأضراس، وقيل: الأنياب، والعض: المسك بجميع الفهم، والنهش: المسك بمقدم الأسنان، فكأنه ﷺ يقول: الزموا السنة واحرصوا عليها كما يحرص العاض على الشئ بنواجذه خوفًا من ذهابه وتفلته.
(^٢) لشدة ما يقاسيه في تغيير المنكر وصبره على أذى الناس.
(^٣) [سورة الحشر: الآية ٧].
(^٤) [سورة النساء: الآية ٨٠].
1 / 21