206

الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام

الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام

Penerbit

دارُ طيبة - مَكتبةٌ الكوثر

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

Lokasi Penerbit

الرياض

Genre-genre

" وهلا وأنت في مكانك؟ "، فيقول: " أردت أن أعطي العلم حقه ") (١).
وعن مالك بن أنس ﵀ قال: (وجَّه إليَّ هارونُ الرشيد يسألني أن أحدثه، فقلت: " يا أمير المؤمنين! إن العلم يُؤتَى ولا يأتى "، قال: فصار إلى منزلي فاستند معي إلى الجدار، فقلت: " يا أمير المؤمنين! إن من إجلال الله إجلالَ ذي الشيبة المسلم "، قال: " فجلس بين يديَّ ") (٢).
وحكى بعضهم أن الخليفة هارون الرشيد بعث ابنه إلى الأصمعي، ليعلِّمه العلم والأدب، فرآه يومًا يتوضأ، ويغسل رجله، وابن الخليفة يصب الماء على رجله، فعاتب الأصمعيَّ في ذلك، فقال: " إنما بعثتُه إليك لتعلِّمَه وتَؤدبه، فلماذا لم تأمره بأن يصب الماء بإحدى يديه، ويغسل بالأخرى رجلك؟! ".
وقال أحمد بن حمدون: " دخل هارون بن زياد مؤدِّب الواثق إليه، فأكرمه إلى الغاية، فقيل له: " من هذا يا أمير المؤمنين الذي فعلت به هذا الفعل؟ "، فقال: " هذا أوّل من فَتَقَ لساني بذكر الله، وأدناني من رحمة الله ").
وعن أبي معاوية الضرير قال: " صب عليَّ بعد الأكل شخص لا أعرفه، فقال الرشيد: تدري من يَصُبُّ عليك؟ قلت: لا، قال. أنا، إجلالًا للعلم " (٣).
وقال قتيبة بن سعيد: (قدمت بغداد، وما كانت لي همة إلا أن ألقى أحمد بن حنبل، فإذا هو جاءني مع يحيى بن معين، فتذاكرنا، فقام أحمد بن حنبل، وجلس بين يدي، وقال " أملِ عليَّ هذا "، ثم تذاكرنا، فقام أيضًا، وجلس بين يديَّ،

(١) " ترتيب المدارك " (٢/ ٣٣٢).
(٢) " الحث على طلب العلم " للعسكري ص (٨٤).
(٣) " سير أعلام النبلاء " (٩/ ٢٨٨).

1 / 210