والفاضل والعالم " (١).
وقد بلغ أمر تعظيم العلماء، ووجوب صيانة تاريخ أكابر المسلمين إلى حَدِّ النص عليه في متون " الاعتقاد " التي لا تضم إلا أمهات قضايا العقيدة المتفق عليها عند أهل السنة، بحيث لا يخالف فيها إلا شاذ خارج عن الجماعة، قال الإمام الطحاوي في " عقيدته " المشهورة:
" وعلماء السلف من السابقين، ومن بعدهم من التابعين، أهل الخير والأثر، وأهل الفقه والنظر لا يُذْكرون إلا بالجميل، ومن ذكرهم بسوء فهو على غير سبيل ".
قال شارحه ﵀: " قال تعالى: ﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ [النساء: ١١٥]، فيجب على كل مسلم -بعد موالاة الله ورسوله- موالاةُ المؤمنين، كما نطق به القرآن، خصوصًا الذين هم ورثة الأنبياء، الذين جعلهم الله بمنزلة النجوم، يُهتدى بهم في ظلمات البر والبحر، وقد أجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم؛ إذ كل أمة قبل مبعث محمد ﷺ علماؤها شرارها، إلا المسلمين؛ فإن علماءهم خيارهم، فإنهم خلفاء الرسول من أمته، والمُحيون لما مات من سنته، فبهم قام الكتاب، وبه قاموا، وبهم نطق الكتاب، وبه نطقوا " (٢) اهـ.
فائدتان:
الأولى: العلم رَحِمٌ بين أهله:
فعن أبي هريرة ﵁ قال رسول الله ﷺ: " إِنما أنا لكم مثل الوالد لولده -
(١) نقله عنه ابن مفلح في " الآداب الشرعية " (١/ ٤٠٨).
(٢) " شرح الطحاوية " (٢/ ٧٤٠).