175

الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام

الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام

Penerbit

دارُ طيبة - مَكتبةٌ الكوثر

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

Lokasi Penerbit

الرياض

Genre-genre

أدب الأئمة مع شيوخهم ومع بعضهم البعض
ولأن " أدب الأئمة إِمام الأدب " نعرض فيما يلي مواقف عملية لأئمة الهدى في التأدب مع مشايخهم، ومع أقرانهم، لعلنا نقتبس منها الدرس والعبرة:
فعن موسى بن يسار قال: (كان رجاء بن حيوة، وعدي بن عدي، ومكحول في المسجد، فسأل رجل مكحولًا عن مسألة، فقال مكحول: " سلوا شيخنا وسيدنا رجاء بن حيوة ") (١).
(وكان القاضي " أحمد بن إبراهيم بن حماد المالكي " مع كونه كبير القضاة، إلا أنه كان يتردد إلى الإمام " أبي جعفر الطحاوي الحنفي " يسمع من تصانيفه، واتفق مجيء شخص لاستفتاء الطحاوي عن مسألة، والقاضي عنده، فقال له الطحاوي: " مذهب القاضي -أيده الله- كذا وكذا، فقال له السائل: " ما جئت إلى القاضي، إنما جئت إليك "، فقال: " يا هذا، هو كما قلت "، فأعاد السائل، فقال له القاضي: " أفته -أيدك الله- برأيك " فقال له الطحاوي: " إذا حيث أذن القاضي -أيده الله- أفتيته "، ثم أفتاه) (٢).
وعن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، قال: (كان يحيى بن سعيد يجالس ربيعة، فإذا غاب ربيعة، حدثهم يحيى أحسن الحديث، وكان كثير الحديث، فإذا حضر ربيعة كفَّ يحيى إجلالًا لربيعة، وليس ربيعة بأسنَّ منه، وهو فيما هو

(١) " الفقيه والمتفقه " (٢/ ١٧٩).
(٢) " ذيل التبر المسبوك " (١٦).

1 / 179