22

Inferences of Muhammad Rashid Rida in His Tafsir

استنباطات محمد رشيد رضا في تفسيره

Genre-genre

التمهيد بيان مفهوم الاستنباط، والفرق بينه وبين التفسير أولًا: الاستنباط في اللغة: تدورُ مادَّةُ (نَبَطَ) (النون والباء والطاء) على أصلٍ واحدٍ، وهو استخراجُ شيءٍ (^١)، والألف والسين والتاء في استنبط تدلُّ على تطلُّبِ الشيءِ لأجلِ حصولِه، وكأنَّ فيها معنى التَّكلُّفِ في إعمالِ العقلِ الذي يحتاجُه المستنبطُ حال الاستنباط (^٢)، وهو استفعالٌ من أَنْبَطْتُ كذا (^٣)، ومنه قوله تعالى: ﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ﴾ [سورة النساء: ٨٣] أي: "لعلم ذلك الأمر الذين يستخرجونه ويُظهرون مخبّأه منهم" (^٤). ويقال: استنبطت الركية: إذا استخرجت ماءها، ونبطتها أنبطها، والنبط الماء المستنبط من الأرض، ومنه قول الشاعر (^٥): قريب ثراه ما ينال عدوه … له نبطا آبي الهوان قطوب يعني بالنبط: الماء المستنبط. وأصله من النَّبْط: وهو الماء الذي يخرج من البئر، وهو الماء أول ما تحفر. ويطلق كذلك على ما يُتَحَلَّب من الجبل، كأنه عَرَقٌ يخرج من أعراض الصخور (^٦). ومنه سُمي النَّبَط - قوم بسواد العراق- من ولد نُبيط بن هاشم بن أميم بن لاوذ بن سام بن نوح؛ سمي بذلك لأنه فيما يقال: أول من استنبط المياه (^٧).

(^١) مقاييس اللغة، (٥: ٣٨١)، والعباب الزاخر واللباب الفاخر، (حرف الطاء: ٢٠٨). (^٢) مفهوم التفسير والتأويل والاستنباط والتدبر والمفسر، ١٥٩. (^٣) المفردات في غريب القرآن ٧٨٨. (^٤) تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار) (٥/ ٢٤٣). (^٥) شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم، (١٠/ ٦٤٥٧). (^٦) تهذيب اللغة، (١٣/ ٢٤٩)، المحيط في اللغة: (٢/ ٣٢٦)، كتاب العين (٧/ ٤٣٩). (^٧) كتاب العين: (٧/ ٤٣٩)، معجم مقاييس اللغة لابن فارس: (٥/ ٣٨١).

1 / 22