Inferences of Muhammad Rashid Rida in His Tafsir
استنباطات محمد رشيد رضا في تفسيره
Genre-genre
التمهيد
بيان مفهوم الاستنباط، والفرق بينه وبين التفسير
أولًا: الاستنباط في اللغة:
تدورُ مادَّةُ (نَبَطَ) (النون والباء والطاء) على أصلٍ واحدٍ، وهو استخراجُ شيءٍ (^١)، والألف والسين والتاء في استنبط تدلُّ على تطلُّبِ الشيءِ لأجلِ حصولِه، وكأنَّ فيها معنى التَّكلُّفِ في إعمالِ العقلِ الذي يحتاجُه المستنبطُ حال الاستنباط (^٢)، وهو استفعالٌ من أَنْبَطْتُ كذا (^٣)، ومنه قوله تعالى: ﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ﴾ [سورة النساء: ٨٣] أي: "لعلم ذلك الأمر الذين يستخرجونه ويُظهرون مخبّأه منهم" (^٤).
ويقال: استنبطت الركية: إذا استخرجت ماءها، ونبطتها أنبطها، والنبط الماء المستنبط من الأرض، ومنه قول الشاعر (^٥):
قريب ثراه ما ينال عدوه … له نبطا آبي الهوان قطوب
يعني بالنبط: الماء المستنبط.
وأصله من النَّبْط: وهو الماء الذي يخرج من البئر، وهو الماء أول ما تحفر.
ويطلق كذلك على ما يُتَحَلَّب من الجبل، كأنه عَرَقٌ يخرج من أعراض الصخور (^٦).
ومنه سُمي النَّبَط - قوم بسواد العراق- من ولد نُبيط بن هاشم بن أميم بن لاوذ بن سام بن نوح؛ سمي بذلك لأنه فيما يقال: أول من استنبط المياه (^٧).
_________
(^١) مقاييس اللغة، (٥: ٣٨١)، والعباب الزاخر واللباب الفاخر، (حرف الطاء: ٢٠٨).
(^٢) مفهوم التفسير والتأويل والاستنباط والتدبر والمفسر، ١٥٩.
(^٣) المفردات في غريب القرآن ٧٨٨.
(^٤) تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار) (٥/ ٢٤٣).
(^٥) شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم، (١٠/ ٦٤٥٧).
(^٦) تهذيب اللغة، (١٣/ ٢٤٩)، المحيط في اللغة: (٢/ ٣٢٦)، كتاب العين (٧/ ٤٣٩).
(^٧) كتاب العين: (٧/ ٤٣٩)، معجم مقاييس اللغة لابن فارس: (٥/ ٣٨١).
1 / 22